في أوَّلِ ردٍّ فعل لهم على الأحكام الصادرة بحر الأسبوع الماضي في حقِّ أبرز نشطاء الاحتجاج الشعبي بالحسيمة، والتي وصلت مجموعها إلى حوالي 300 سنة، أعْلَنَ معتقلو حراك الريف، بمن فيهم قادة الحراك، أو من باتوا يعرفون ب"الزفزافي ومن معه"، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، رافضين منطوق القضاء الذي أدانهم بأحكام وصفت ب"الثقيلة". ونقلت مصادر من عائلات المعتقلين أن "المعتقل ربيع الأبلق دخل اليوم 32 من إضرابه المفتوح عن الطعام، وحالته الصحية تدَهْوَرَتْ، وما عاد قادرا على الحركة". ونقل خالد جلول، شقيق المعتقل محمد جلول، المُدان بعشر سنوات سجنا نافذا، أن "جميع المعتقلين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ أربعة أيام"، داعيا إلى "إنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان". وفي هذا الصدد كشفت هدى السكاكي، زوجة الحبيب الحنودي، المعتقل ضمن نشطاء حراك الريف، أنها تلقت اتصالاً من زوجها أعلن فيه دخول "الزفزافي ورفاقه" في إضراب عن الطعام منذ يوم الجمعة الماضي "بسبب المضايقات التي تمارس عليهم من طرف إدارة السجن"، ناقلة أن "إدارة السجون منعت المعتقلين من الاتصال بذويهم ومنعت عنهم قناة فرانس 24 بالجناح 4؛ أما في الجناح 6 فقد حرموا من جميع القنوات، وحتى التي تنقل المونديال". وفيما تابعت زوجة المعتقل الذي أدين بخمس سنوات: "المعتقلون يعانون والأبلق حالته سيئة جدا.. يتعمدون تجاهل حالته ودفعه إلى الموت البطيء"، نقلَ شقيق المعتقل محمد جلول أنه تلقى مكالمة هاتفية من شقيقه المحكوم ب 10 سنوات سجنا، من داخل السجن، وأخبره بأن جميع المعتقلين قرروا الدخول في إضراب عن الطعام، بعد مرور 6 أيام على إصدار الأحكام عليهم. بدوره، أفاد أحمد الزفزافي، والد "أيقونة" الحراك الشعبي في الريف، ناصر الزفزافي، بأن ابنه "قرَّر الدخول في إضراب عن الطعام احتجاجاً على الأحكام الصادرة في حق المعتقلين"، مضيفا في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنه تلقى اتصالاً من عند ابنه "يؤكد دخول المعتقلين في إضراب مفتوح عن الطعام". وتابع الزفزافي: "الحافز الأول الذي دفع المعتقلين إلى اتخاذ هذه الخطوة الاحتجاجية له علاقة بالأحكام الجائرة والقاسية التي أدانتهم، أما الحافز الثاني فيتمثل في رفضهم بعض ممارسات إدارة المعتقل"، قبل أن يكشف أن "الزفزافي وباقي المعتقلين قرروا عدم استئناف الحكم الذي صدر في حقهم، معتبرين إياه حكما جائراً وانتقامياً". من جهة أخرى، أوضح سعيد بنحماني، عضو هيئة الدفاع عن "معتقلي الحراك"، في تصريح لهسبريس، دخول عدد من المعتقلين فعلا في إضراب عن الطعام؛ فيما وصف الوضع الصحي للمعتقل ربيع الأبلق، الذي يَخُوضُ "معركة الأمعاء الفارغة"، ب"السيئ والمتدهور". ويرى بنحماني أن "جميع المعتقلين قرروا استئناف احتجاجهم ضد الأحكام بإعلانهم الانخراط في معركة الأمعاء الفارغة"، دون أن يكشف عدد المنخرطين في هذه الخطوة الاحتجاجية، مورداً أن "الزفزافي ورفاقه رفضوا تعامل الدولة مع للاحتجاجات والمسيرات التي خرجت للتعبير عن رفْض حكم محكمة الدارالبيضاء".