بصوتها القوي الذي لم تنل منه السنوات، كسّرت الفنانة الشعبية نجاة اعتابو هدُوء ليالي مدينة القراصنة، ضمن فعَاليات مهرجان موازين في دورته السّابعة عشرة، لتعود بالجمهور الذي تَوافد على "منصة سلا" إلى أيّام الزّمن الجميل. نجاة التّي غنّت ل"المُدونة" (مدونة الأحوال الشخصية)، وأعَادت استحضار أغانيها، القديمة منها والجديدة، من قبيل "العظمة" و"جونيمار" و"كذبة باينة"، أدت كذلك أغان أخرى بالأمازيغية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير. واعتبرت الفنانة الشعبية اعتابو أنّ التجاوب الجماهيري شرف كبير لها ولمسارها، لافتة الانتباه إلى أن ما ضاعف من فرحتها هو مشاركة الجمهور لها في أداء كل الأغاني التي قدمتها بكل حماس وحب، ودافعت نجاة عن الفنانين الذين يعتلون منصة سلا، موضحة أنها منصة مجانية، وهي بمثابة هدية من المهرجان للشعب. وقبل صعُود اعتابو إلى المنصة التّي اعتلتها لأزيد من ساعة، كان جُمْهُور سلا على موعد من المجموعة الفلكلورية "عبيدات الرمى"، التي أثارت حمَاس الجُمهور بريبرتوار متنوع لمجموعة من الأغاني التراثية بأسلوب مطور بغرض تعريف الأجيال الحاضرة بسجلات تليدة من تاريخ الأغنية الشعبيةالأصيلة. وبإبداعها المُتواصل في سمَاء الإيقاعات المغربية، أبهرت المجموعة التراثية الحضور برقصات فلكلورية تنهل من التراث الثقافي الشعبي المغربي وعُمق القارة الإفريقية، رافقها فيها راقصون من دُول إفريقيا جنوب الصحراء، لتصنع فُرجة جماعية تُلامس تراث المجتمع البدوي المرتبط بالفلاحة وتربية الماشية، وعادات وتقاليد مُواطني دُول جنوب الصحراء. وعرفت منصة سلا، في الليلة السّادسة من مهرجان موازين، مُشاركة ابن مدينة گلميم الفنان عبد العالي الصحراوي، الذي يتميز عن باقي فنانّي منطقته بأسلوبه المُتطور في تجديد الأغنية الصحراوية، من خلال مزجه بين آلة القيثارة والبيانو والطبل.