وسط "سيل بشري"، ضمن الدورة السابعة عشرة من مهرجان "موازين إيقاعات العالم"، احتفت منصة سلا ب"تراث العيطة" المغربي، من خلال حضور أبرز الأسماء المُتعاطية مع هذا الصنف الغنائي؛ ويتعلق الأمر بالفنانين الشعبيين "حجيب"، و"مهدي ولد حجيب". في بداية الليلة الخامسة من "موازين"، اعتلى الفنان الشعبي "مهدي ولد حجيب" منصة "القراصنة"، وأدّى عدداً من الأغاني الشعبية التّي تنهل من التراث المغربي، والتي تفاعل معها الجُمهور وردد كلماتها، قبل أن يتسلم العلم المغربي ويقدم له تحية خاصة. وعبّر ولد حجيب، الذي تتلمذ على يد كبار الفنانين المختصين في أداء أنماط مختلفة من الغناء الشعبي، ما مكنه من سبر أغوار العيوط، عن سعادته بالوقوف على منصة مهرجان موازين، وقال: "شرف لي أنْ أحيي سهرة اليَوْم ضمن فعاليات مهرجان موازين، الذي يعد من المهرجانات الوطنية. وقوفي هنا قيمة مُضافة في مسيرتي الفنية". وتواصل سمر السهرة الشعبية، التّي جذبت جماهير من مُختلف الأعمار، وامتد إلى ساعات مُتأخرة من ليلة أمس، مع الفنان حجيب، الذي شدّ انتباه الجميع بإيقاعات تسللت إلى دواخل الذوات دون استئذان، ورقص على أنغامها الجُمهور. وأطلق الفنان حجيب العنان لصوته وإيقاعات "الطعريجة"، ليحقق تفاعلا كبيراً مع عشاق فنّه بأغانيه الشهيرة من قبيل "كتبت لك بري"، و"ميمتي الميمة"، وغيرها. واستطاعت "منصة سلا"، من خلال حفل ليلة الثلاثاء، أن تستعيد بريقها باستقبال حشود بشرية من الجماهير التّي توافدت لمُتابعة السهرة، بعد الحضور الباهت الذي عرفته في الأيام الماضية، ما واكبته تعزيزات أمنية محكمة لحماية وتأمين الحاضرين. وسبق لإدارة موازين أن خرجت ببلاغ تؤكد فيه أن السياسة الأمنية للمهرجان "تستجيب لسلسلة من الوسائل المحددة في مختلف المجالات، مثل المراقبة، والمراقبة بالفيديو، والأمن، والحرائق، والتخريب والحراسة، تميل كلها نحو أقصى حد من الأمن في ظل الظروف الأمثل".