فازت الشركة الصينية "تشاينا ستايت كونستراكشن" بصفقة بناء مسجد الجزائر الكبير بقيمة 03ر1 مليار أورو، حيث أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية عن منح المشروع للشركة التي تعهدت بالانتهاء منه في أجال حددت ب 48 شهراً. وسيتم انجاز هذا المسجد الضخم الذي أشرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء على الحفل المخصص للكشف عن مشروعه ومجسمه في قلب خليج مدينة الجزائر العاصمة (شرق المدينة القديمة بمحاذاة البحر). وسبق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن وجه في العام 2010 انتقادات تخص التصميم العام لمشروع إنجاز الجامع الكبير، الذي قال بشأنه إنه "لا يحمل بصمات الهندسة المعمارية التقليدية المعهودة في مساجد العالم الإسلامي". وذهب الرئيس إلى تشبيه "الإنجاز على المجسم بمركب رياضي أكثر منه صرح ديني وتاريخي"، لتقوم بعدها اللجنة المختصة بإعادة تصميم المشروع من جديد، بما يتلاءم مع قيمته الإسلامية، حيث جرى استلهام فن العمارة المغربية على مستوى قاعة صلاة المسجد الضخم، علاوة على منارته التي تحاكي المنارات المغربية. ويحاكي مسجد الجزائر الكبير على خليج الجزائر العاصمة، موقع مسجد "الحسن الثاني" المُطل على المحيط الأطلسي والذي دشنه الملك الحسن الثاني سنة 1993. ويتربع مشروع جامع الجزائر الذي إنطلقت أشغال تهيئة ارضيته سنة 2008 على موقع يمتد على 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تعادل 400 ألف متر مربع و يضم 12 بناية منفصلة. وسيتوفر المسجد الذي سيشيد وفقا لنظام مضاد للزلازل على قاعة للصلاة تقدر مساحتها بهكتارين وتتسع ل120 ألف مصلي استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات. وحسب المجسم المعروض فقد توجت قاعة الصلاة المزينة بالرخام والحجر الطبيعي بقبة عظيمة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي الى القاعة كما تضيئ بأنوارها ليلا. وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي اسلامي. أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين و التجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب و الوسائل السمعية البصرية. أما منارة الجامع التي ترتفع على علو يقدر ب300 متر فهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغربية وقد روعي في تصميمها الإستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الاسلإم الخمسة. وتتوفر منارة الجامع التي تضم متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية و العلمية على مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة و ضواحيها على مدار 360 درجة. ولتسهيل راحة المصلين والزائرين والطلبة فقد زود الجامع بحظيرة للسيارات تتسع ل6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم.