بعد مُسلسل الوقفات والمسيرات التي جَابت شوارع الرباط، يَعُودُ أساتذة "الزنزانة 9" إلى مواصلة خُطوات التصعيد، عَقِبَ إعلان التنسيقية الوطنية لأساتذة السلم التاسع عزمها الاعتصام أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط، ابتداء من الاثنين 2 يوليوز المقبل إلى غاية السادس من الشهر ذاته، مع مسيرات طيلة أيام الاعتصام. وأضاف بيان التنسيقية المُعنون ب"كفاح مُتواصل حتى تحقيق ترقية استثنائية بأثر رجعي إداري ومالي" أن "سَجن الأساتذة في سلم لم يَعُدْ لهُ وجود في سلالم وزارة التربية الوطنية منذ سنة 2012، خَلَّفَ نزيفا نفسيا واجتماعيا قاسيا على فئة قدمت الكثير دون أن تُنْصَفَ، مع العِلم أن كل الفاعلين يُسَجِّلُونَ أن الزنزانة 9 مهزلة كبيرة". واستغرب البيان ذاته من "استمرار حَبْسِ الأساتذة في السلم ال9، بالرغم من أن كل التوظيفات الجديدة تَتِمُ وفق السُلم ال10 منذ 2013"، متسائلا حول "جدوى فرض امتحان مهني من أجل الترقية إلى سلم يُعْتَبِرُ أدنى السلاليم، التي هي حق في الأصل". وأدان المصدر ما أسماه "سياسة الآذان الصماء والتسويف، الذي تَتَعاَمَلُ به الوزارة مع حقوق الشغيلة؛ وهو ما أدى إلى فقدان الثقة في المسؤولين على القطاع لغياب نية حقيقية لإيجاد حل"، مطالبا ب"الترقية مع أثر رجعي منذ موسم 2012، وإلغاء جميع أشكال التمييز والاقصاء في المباريات الخاصة بالقطاع، وعلى رأسها مباريات الإدارة العمومية". وفي هذا الصدد، أوضح محمد بوخريص، المنسق الوطني لأساتذة "الزنزانة 9"، أن "الاعتصام هو استمرار تصعيدي لمعارك انطلقت منذ 2012، بعد عدم فتح الوزارة لباب الحوار مع الأساتذة، وتَخَلِّيهَا عن السلم ال9 بمن هم قابعون داخله، في مقابل إعلان السلم ال10 كبداية أَجْرِية للأساتذة الذين توظفوا بعد موسم 2012". وأورد بوخريص، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هناك أساتذة قبعوا بالسلم ال9 لمدة 15 سنة، في حين تمكن أساتذة جُدد من ولوج السلم ال10 بشكل مباشر"، مشددا على أن "التنسيقية تُنَفِّذ أول اعتصام إنذاري لها، ومُسْتعدة لخوض أشكال تصعيدية أخرى تَذْهَبُ حد خوض اعتصام مفتوح ومقاطعة الامتحان المهني". وكشف المتحدث خاتما أنه "كانت لدى التنسيقية وعود منذ عهد الوزير محمد الوفا؛ لكن دون أن تُفَعَلَ، بالرغم من أن العديد من الوزرات أقدمت على إلغاء السلم ال9، وعلى رأسها وزارة الصحة، ولا أحد يدري سبب استمراره في وزارة التربية الوطنية، بالرغم من تَشَدِّقِهَا بالمساواة وإنصاف الأساتذة وغيرها من الشعارات".