كانت الباحة المجاورة لمقر وزارة التربية الوطنية على موعد جديد مع إنزال لأساتذة "الزنزانة 9"، اليوم الاثنين، حيث نظمت التنسيقية الوطنية للسلم التاسع وقفة احتجاجية، سَتَكُونُ مرفقة باعتصام حتى السادس من الشهر الجاري، مُطالبة ب"الحق في الترقية إلى السلم العاشر بعد أن أصبح هو أدنى مرتبة في التراتبية المعتمدة لدى وزارة التربية الوطنية". الوقفة التي جاءت بالعديد من الأساتذة من مختلف المراكز المُنتشرة بربوع المملكة رفعت فيها شعارات من قبيل: "الأستاذ ها هو ..والترقية فيناهيا"، و"بالوحدة والتضامن..لي بغيناه إكون إكون"، و"علاش حنا جينا.. على الترقية لي بغينا"، ونددت ب"سياسة الآذان الصماء والتسويف التي تَتَعاَمَلُ بها الوزارة مع حقوق الشغيلة". وأشار بيان الوقفة إلى أن "تماطل الوزارة في التعامل مع الملف جعل الأساتذة يفقدون الثقة في المسؤولين عن القطاع، لغياب نية حقيقية لإيجاد حل يُنهي معاناتهم، ويلغي جميع أشكال التمييز والإقصاء في المباريات الخاصة بالقطاع، وعلى رأسها مباريات الإدارة العمومية". وأضاف البيان المُعنون ب"كفاح مُتواصل حتى تحقيق ترقية استثنائية بأثر رجعي إداري ومالي" أن "سَجن الأساتذة في سلم لم يَعُدْ لهُ وجود في سلالم وزارة التربية الوطنية منذ سنة 2012 خَلَّفَ نزيفا نفسيا واجتماعيا قاسيا على فئة قدمت الكثير دون أن تُنْصَفَ، مع العِلم أن كل الفاعلين يُسَجِّلُونَ أن الزنزانة 9 مهزلة كبيرة". واستغرب البيان ذاته "استمرار حَبْسِ الأساتذة في السلم ال9 رغم أن كل التوظيفات الجديدة تَتِمُ وفق السُلم 10 منذ 2013"، متسائلا حول "جدوى فرض امتحان مهني من أجل الترقية إلى سلم يُعْتَبِرُ أدنى السلالم التي هي حق في الأصل". وفي هذا السياق أوضح محمد بوخريص، المنسق الوطني لأساتذة "الزنزانة 9"، أن "الاعتصام والوقفة يأتيان في إطار النضال حتى تحقيق الترقية"، مشيرا إلى أن "الأساتذة الذين وظفوا بعد سنة 2013 كلهم اشتغلوا وفق السلم العاشر، فيا بقي أساتذة 2012 رهيني السلم 9". وأورد بوخريص، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "6000 أستاذ تقريبا لازالوا يقبعون بالسلم 9، ومحرومون من المشاركة في جميع المباريات الداخلية، ومنها تدريس الجالية، والتفتيش، والإدارة التربوية"، مشددا على ضرورة إنصاف الأساتذة المتضررين منذ موسم 2012-2013. وأردف بوخريص بأن "الوزارة لم تجلس يوما معهم إلى طاولة الحوار ولم تتواصل معهم بأي شكل من الأشكال، وتكتفي برمي اللوم على وزارة المالية، وتُضيف أنها تُسرع من وتيرة ترقية المتضررين"، موضحا أن "عدد الذين نجحوا هذه السنة في المباريات كان 271 في الابتدائي، و245 في الإعدادي، وهي نسبة ضعيفة جدا عند مقارنتها برقم 6000 أستاذ".