دفع المنتخب المغربي لكرة القدم ثمن فرصه المهدورة، ووضع نفسه أمام مهمة شبه مستحيلة لبلوغ الدور ثمن النهائي، بخسارته القاتلة، الجمعة، أمام المنتخب الإيراني (1- 0) بهدف من نيران صديقة في ختام الوقت بدل الضائع، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية في مونديال روسيا 2018. وبملعب كريستوفسكي بسان بطرسبورغ دفع "أسود الأطلس" غاليا ثمن عدم استثمار سيطرتهم على المباراة، خصوصا بعدما سجل مهاجمهم البديل عزيز بوحدوز هدف المباراة خطأ في مرماه في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع من المباراة الأولى بين المنتخبين في مختلف المسابقات. وبهذه الخسارة المؤلمة، صار المنتخب المغربي في وضع صعب للتأهل إلى الدور المقبل، لاسيما أن الطرفين الآخرين في المجموعة الثانية هما إسبانيا بطلة العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012، والمرشحة القوية للقب المونديال الحالي، والبرتغال بطلة أوروبا 2016. وكان المنتخب المغربي الأفضل والأكثر استحواذا على الكرة، والأقرب إلى تحقيق الفوز، بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي خلقها وتناوب مهاجموه على إهدارها، فدفع الثمن غاليا في الوقت القاتل بهدف بوحدوز، الذي حاول إبعاد كرة من ركلة حرة جانبية بالارتماء نحوها، إلا أنه وضعها على يمين حارس مرماه منير المحمدي قبل دقيقة واحدة من انتهاء الوقت بدل الضائع. هدف من محاولة يتيمة وكان المغرب يمني النفس بكسب النقاط الثلاث في مباراته الأولى "الأسهل" ضمن مجموعة تعد الأصعب في المونديال الروسي، بيد أنه خرج خالي الوفاض منها، وهو ما سيصعب جدا مهمته لعبور الدور الأول للمرة الثانية في تاريخه بعد الأولى عام 1986. وسيلاقي المغرب البرتغال في الجولة الثانية في 20 يونيو، ثم إسبانيا في الجولة الثالثة والأخيرة في 25 يونيو. في المقابل، اقتنصت إيران فوزا غاليا من محاولتها الوحيدة بين الخشبات الثلاث في الشوط الثاني، لتصبح أول منتخب يسجل هدفا في هذا الشوط من محاولته الوحيدة، للمرة الأولى في المونديال منذ 1966. كما بات بوحدوز أول لاعب بديل يسجل هدفا في مرماه منذ مونديال 2006. وشرب المنتخب المغربي من الكأس نفسها، التي شرب منها نظيره المصري، الذي خسر أمام الأوروغواي (0-1) في الدقيقة 89 ضمن المجموعة الأولى. وكانت خسارة المغرب الثالثة للعرب في المونديال الروسي، بعد الأولى للسعودية أمام روسيا (0-5) الخميس في المباراة الافتتاحية. وسيخوض المنتخب التونسي، الممثل العربي الأخير في روسيا، مباراته الأولى، الاثنين المقبل، أمام إنجلترا ضمن منافسات المجموعة السابعة. فرص بالجملة وأجرى مدرب المنتخب المغربي، الفرنسي هيرفي رونار، تبديلين على تشكيلته المعتادة، فدفع بهداف كأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين، أيوب الكعبي، ولاعب وسط شالكه الألماني، أمين حارث، على حساب مهاجم مالاتيا سبور التركي، خالد بوطيب، ومدافع ليل الفرنسي، حمزة منديل، بينما غاب مدافع فنربغشة التركي، نبيل درار، بسبب الإصابة، فلعب مكانه مدافع ريال مدريد الإسباني، أشرف حكيمي، الذي شغل الجهة اليسرى، فيما لعب مهاجم ليغانيس، نور الدين أمرابط، في الجهة اليمنى. في المقابل، دفع البرتغالي كارلوس كيروش بتشكيلته الإيرانية الأساسية. وكان المنتخب المغربي الأفضل منذ بداية المباراة، وضغط بقوة على دفاع الإيرانيين، وسنحت لمهاجميه أكثر من فرصة لافتتاح التسجيل دون جدوى. في المقابل، ركن المنتخب الإيراني إلى الدفاع، منتظرا الأخطاء في وسط الملعب للانقضاض في هجمات مرتدة، كان، رغم قلتها، قاب قوسين أو أدنى من افتتاح التسجيل. إحداها كانت قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول عبر هدافه سردار آزمون لولا تدخل بارع لحارس المرمى منير المحمدي على دفعتين كونه أبعد الكرة المرتدة منه، والتي سددها علي رضا جهانبخش. ولم تتغير الحال في الشوط الثاني، حيث واصل المنتخب المغربي بحثه عن الهدف، كاد يحققه من تسديدة قوية للاعب وسط أياكس أمستردام الهولندي، حكيم زياش، من خارج المنطقة أبعدها الحارس علي رضا بيرانفاند (د80). إصابة أمرابط وعلى مر الشوطين كاد المغرب يفتتح التسجيل مرات عدة، منها عبر تسديدة على الطائر لحارث مرت بجوار القائم الأيسر (د 2)، ثم رأسية ليونس بلهندة فوق العارضة (د 4)، وتسديدة للكعبي من حافة المنطقة بجوار القائم الأيمن (د 8). وكانت أخطر فرصة تسديدةٌ للقائد مدافع يوفنتوس الإيطالي، المهدي بنعطية، إثر تداخل أمام المرمى، بعد أن ارتد الكرة من الحارس بيرانفاند قبل أن يشتتها الدفاع إلى ركنية (د 19). وكانت أول وأخطر فرصة لإيران تسديدةٌ إثر هجمة مرتدة أبعدها سايس في التوقيت المناسب (د 20). وأنقذ حارس مرمى نومانسيا الإسباني، منير المحمدي، مرماه من هدف محقق بتصديه بقدمه اليمنى لانفراد مهاجم روبن قازان الروسي آزمون إثر هجمة مرتدة، فتهيأت الكرة أمام مهاجم ألكمار وهداف الدوري الهولندي هذا الموسم، جهانبخش، الذي سددها من مسافة قريبة، فأبعدها المحمدي إلى ركنية (د 43). وتلقى المغرب ضربة موجعة بإصابة قوية في الرأس لظهيره أمرابط، الذي كان نشطا في الجهة اليمنى، عندما سقط على وجهه إثر احتكاك مع لاعب إيراني، فترك مكانه لشقيقه سفيان لاعب وسط فيينورد الهولندي (د 76)، قبل أن يدفع رونار ببوحدوز، مهاجم سانت باولي الألماني، بدل الكعبي (د 77). ولسخرية القدر تسبب البديلان في هدف الفوز الإيراني، حيث ارتكب سفيان خطأ في الجهة اليمنى سجل منه بوحدوز. وهو الهدف الأول الذي يدخل مرمى المغرب في المباريات الرسمية بعد 6 مباريات في التصفيات، التي كان المنتخب الوحيد الذي ينهيها دون أن تهتز شباكه. كما بات بوحدوز أول لاعب يسجل بالخطأ في مرمى منتخب بلاده في المونديال، منذ سجل البرتغالي بوتي في مرماه أمام ألمانيا (1-3) في مباراة المركز الثالث في مونديال 2006.