موريتانيا والمغرب إسمان مترابطان منذ عقود جمعتهما أواصل الرحم والأخوة, فمنذ دخول الإسلام إلي هذه الربوع المباركة كانت أمارات التعاون وحسن الجوار ميزة تلك العلاقات الضاربة في القدم والتي خطها علماء وأعيان المغرب الأقصي وشنقيط من أمثال –ولد محمدي وولد رازكة – في مراسلاتهم مع الملوك العلويين و في جولات علمية فريدة خلفت تراثا تليدا من العطاء المتبادل في شتى الميادين ترك في النفوس أثرا عميقا ما زال الأحفاد يجنون ثماراته حتى اليوم , وتجدد هذا النهج حديثا على يد الملك الراحل -الحسن الثاني - والرئيس المؤسس المختار ولد داداه -طيب الله ثراهما - لتكون المغرب كما كانت نعم الجار والصديق والشقيق في كل الأوقات وفي أحلك الأزمات والظروف ... لقد كان المغرب و علي مدي سنوات طويلة يمثل وطنا وموطنا لكل من دخله من الموريتانيين، يشعرهم وكأنهم في وطنهم وبين أهليهم ومحبيهم لما يغمرون به ضيوفهم جميعا وخصوصا -الشناقطة - من عطف وإحسان وتودد وكرم قل نظيره في الشعوب المجاورة. فلماذا تريد أيادي خفية لأسباب ومصالح ذاتية أن تعبث بهذه العلاقات و تلبد الأجواء بتشويه سمعة المغرب و إشاعة الأقاويل عنه رغم نفي الجهات المسؤولة تلك الإشاعات ؟... للمغرب ولملكه خاصة -صاحب الجلالة -أمير المؤمنين "محمدالسادس "- هذا القائد الرائد الذي يعتبر بشهادة كثيرين استثناءا في العالم العربي لسياسته الإصلاحية التي بدأت سنوات قبل الربيع العربي وقربه من قلوب شعبه حتي أن أرباب الديمقراطية في أوربا انبهروا بهذا النموذج المغربي الخالص ... وله أيادي بيضاء علي الكثير من ساكنة موريتانيا فمعروف عنه إهتمامه بكل الشخصيات الوطنية والعلمية خصوصا -العلماء والمشايخ - وكذلك حرصه الدائم علي أن يتابع من خلال كتابته الخاصة كل الحالات الصحية التي تصل المملكة ليتولي -مشكورا - نفاقات العلاج وتكاليفه ومن هؤلاء علماء ومشايخ ومثقفون وفنانون .. كل هذا يستحق منا وقفة إجلال وإكبار وتقدير له وللمغرب ... يتواصل عطاء المغرب في تخريجه سنويا عشرات الدفعات من الطلبة الموريتانين الذين يشهد لهم بالخبرة والكفاءة , ولعل المتأمل لهرم السلطة في موريتانيا سيجد أن معظم إداريي ووزراء البلد -سابقين وحالين - تخرجوا في مدارس وجامعات مغربية احتضنتهم لسنوات الطويلة وسقتهم كؤوسا مترعة من المعرفة والخبرة والتجربة والتميز في مختلف التخصصات الأدبية والعلمية ........ يستقبل المغرب سنويا وبحسب إحصائيات رسمية ما يربوا علي خمسمائة طالب وذلك من خلال –الوكالة المغربية للتعاون الدولي - التي عرف عنها وعن مسؤوليها –مديرا ورئيس مصلحة ومسؤولا عن طلاب موريتانيا - وموظفيها بدون استثناء دماثة الخلق وحسن الإستقبال و تعاطفهم الدائم مع الطلبة الأفارقة عموما - والموريتانيين خصوصا - وتقديرهم وتعاملهم الطيب مع كل الشخصيات الوطنية ليستفيد أكبر عدد ممكن من الطلبة من فرص التسجيل في بلد قطع أشواطا طويلة في مجال التنمية وتشجيع البحث العلمي ... وفاق دولا كثيرة لها من الموارد ما ليس عند المغرب في المجال . فللوكالة المغربية للتعاون ولمسئولي قطاع التعليم العالي و لعمداء ورؤساء الجامعات ومدراء المدارس كل الشكر والتقدير والعرفان ... للمغرب أسمى وأقدس وأبهي آيات -الشكر - ملكا وشعبا علي ما قدموه لطلبة ومرضي ومشايخ وعلماء وسياسي هذا البلد طيلة العقود المنصرمة من خدمات جليلة ... ورد في الحديث "لا يشكر الله من لا يشكر الناس " ... ألف شكر وللعلاقة الموريتانية المغربية مزيد من التقدم والإزدها ر وللطلابنا -الميامين - كل الظفر والنجاح .... ولن يوقف هذه المسيرة - مسيرة التعاون بين الأشقاء عبث عابث ولا كيد كائد.. *كاتب وطالب موريتاني في المغرب