ثار إعلان نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم عن تعاقده مع مدرب منتخب إسبانيا، جولين لوبيتيغي، حالة من الدهشة داخل معسكر الفريق الوطني بمدينة كراسنودار الروسية لما قد يكون لهذا الأمر تأثير على مشوار "منتخب "الماتادور" في بطولة كأس العالم 2018. وفيما تتحدث الصحافة الإسبانية عن عدم التوفيق في اختيار الوقت المناسب لإعلان ريال مدريد عن تعاقده مع لوبيتيغي قبل ثلاثة أيام فقط من مباراته أمام منتخب البرتغال العنيد في مستهل مشواره في المونديال، طالب الاتحاد الإسباني لكرة القدم بإظهار أقصى درجات الاحترام للمدرب والفريق من أجل الحفاظ على استقرار الأخير، كما جاء في البيان الذي أصدره الاتحاد مساء أمس الثلاثاء. ولكن ورغم ذلك، فإن المشكلة تكمن في أن إسبانيا ستبدأ مشوارها في المونديال تحت قيادة مدرب انتهت ولايته بعد أن تعاقد مع ريال مدريد لتولي مسؤولية الفريق الكروي به لمدة ثلاث سنوات، وذلك بعد شهر واحد فقط من تمديد تعاقده مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم. ولم يكن أحد يتوقع هذا الإعلان في الساعات المبكرة من صباح أمس عندما وصل رئيس اتحاد الكرة الإسباني، لويس روبياليس، إلى العاصمة الروسية موسكو لحضور اجتماع للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" وأكد في حوار له مع الصحافة أن الجميع داخل معسكر المنتحب الإسباني يملؤه التفاؤل وأن الأجواء في معسكر الفريق تغلفها مشاعر "الأخوة والمنافسة". وعندما وصل روبياليس إلى موسكو لم تكن قسمات وجهه تدل على الراحة أو الرضا، حيث كان يعاني، كما أشيع آنذاك، من اضطراب بالمعدة، وربما كان يتوقع أو يعرف أنه في طريقه لفقد مدرب المنتخب الوطني الذي وقع على عقود جديدة حتى عام 2022 في 22 ماي الماضي. وإذا كان روبياليس يعلم شيئا عن مستقبل لوبيتيغي، فالأمر كان على غير هذا النحو داخل معسكر المنتخب الإسباني، حيث لم يكن لأي من أفراد البعثة علم بهذه القضية. وقال أحد المسؤولين عن البعثة الإسبانية في روسيا في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لم يكن لدينا أي فكرة، نشعر بالصدمة". ومن المقرر أن يعقد روبياليس ولوبيتيغي مؤتمرا صحفيا اليوم الأربعاء سيكشفان فيه عن تفاصيل أكبر. وحتى الإعلان عن المزيد من التفاصيل، سيتبقى لأنصار المنتخب الإسباني متابعة مدى تأثير هذا الخبر المفاجئ على أداء الفريق. وهذه المرة لا تقع أي مسؤولية على الصحافة التي كانت دائما ما تتهم بإثارة البلبلة وتهديد استقرار المنتخب الإسباني بأخبارها وإشاعاتها، ولكن الأمر يتعلق بقرار وتطور مفاجئين شارك فيهما ريال مدريد والاتحاد الإسباني لكرة القدم ومدرب الفريق. وكان النادي الملكي قد سبق الاتحاد الإسباني لكرة القدم في الإعلان عن صفقة التعاقد مع لوبيتيغي. وفي الوقت الذي يطالب فيه لاعبو إسبانيا ومسؤولو اتحاد الكرة الإسباني بالتحلي بأقصى درجات التركيز قبل المباراة المرتقبة أمام البرتغال، يقوم المدير الفني للفريق بعقد صفقة جانبية مع ريال مدريد، الذي نجح في إغرائه بشكل كبير. والآن يتعين على لوبيتيغي أن يستمر في تجهيز فريقه لخوض مباراته الأولى في المونديال، في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الجماهير والصحافة صوب محطته التالية في ريال مدريد. وبشكل مفاجئ، تراجعت مباراة البرتغال في أولويات لوبيتيغي إلى المرتبة الثانية والتي سيكون تحقيق الفوز فيها هو فقط ما سيعيد الهدوء والاستقرار للوضع الشاذ الحالي، أما الخسارة فستزيد من حدة الصخب حول المدرب الإسباني. من جهتها امتلأت الصحف الإسبانية الصادرة، اليوم الأربعاء، بالعديد من الانتقادات ضد المدير الفني لمنتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، جولين لوبيتيغي، على خلفية تعاقده مع ريال مدريد قبل يوم واحد من انطلاق منافسات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وقالت صحيفة "إلبايس" الإسبانية: "ريال مدريد قام بشيء سيء، ولوبيتيغي كان أسوأ، لا يمكن المخاطرة بالمنتخب قبل يومين من انطلاق المونديال". فيما قالت صحيفة "إلموندو": "يمكن فهم هذا القرار من ناحية الأهداف الاحترافية ولكن التعامل مع الأمر واختيار التوقيت والطريقة ولحظة الإعلان كان ذلك كله عمل غير مسؤول من قبل المدرب، كما يتحمل المسؤولية عن هذا أيضا اتحاد الكرة الإسباني وريال مدريد". وتحدثت صحيفة "أ س" عن وجود خيانة من قبل لوبيتيغي للفريق الذي ذهب للمشاركة في المونديال، وللرئيس الجديد لاتحاد الكرة الإسباني، لويس روبياليس، الذي جدد معه تعاقده قبل وقت قصير، كما اعتبرت تصرف المدرب خيانة أيضا للجماهير التي تنتظر انطلاق المونديال. وشنت الصحافة الموالية لنادي برشلونة الإسباني انتقادات شرسة ضد طريقة تصرف ريال مدريد في هذا الموضوع، حيث قالت صحيفة "سبورت" أن النادي الملكي "وضع مخالبه على جسد المنتخب الإسباني وتلاعب به بسبب نزوة". ومن جانبها، وصفت "موندو ديبورتيفو" ما فعله ريال مدريد بأنه "اصطياد" للمنتخب الإسباني وتهديد لاستقرار فريق يراهن ويجب أن يستمر في المراهنة على الفوز بالمونديال.