مدريد, 12-6-2018 - فاجأ نادي ريال مدريد الاسباني الثلاثاء متابعي كرة القدم، بإعلانه ان جولن لوبيتيغي، المدرب الحالي للمنتخب الوطني الذي يستعد لخوض غمار مونديال 2018، سيكون مدربه المقبل خلفا للفرنسي زين الدين زيدان. وأعلن النادي الملكي في بيان نشره على موقعه الالكتروني ان "جولن لوبيتيغي سيكون مدرب الفريق الأول في المواسم الثلاثة المقبلة"، موضحا انه سينضم الى النادي "عقب مشاركة المنتخب الإسباني في المونديال، وبعد عامين من قيادة المنتخب الوطني". وأتى هذا الاعلان قبل ثلاثة أيام من خوض المنتخب الاسباني بطل العالم عام 2010، مباراته الأولى في مونديال روسيا 2018، وذلك في مواجهة "ايبيرية" مرتقبة ضد البرتغال بطلة أوروبا 2016 الجمعة. وتأتي هذه المباراة ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم أيضا المغرب وإيران. ويشكل تعيين لوبيتيغي الذي يتولى تدريب منتخب اسبانيا منذ عامين، مفاجأة لكونه مدد في أيار/مايو الماضي، عقده مع الاتحاد المحلي حتى 2020. وأكد الاتحاد الاسباني ان ريال سيدفع قيمة البند الجزائي لفسخ عقد المدرب. وقال الاتحاد في بيان انه "سيحصل على قيمة البند الجزائي لتمكن المدرب الحالي (للمنتخب) من الانضمام الى ريال مدريد"، مشيرا الى ان لوبيتيغي ورئيس الاتحاد لويس روبياليس سيعقدان مؤتمرا صحافيا عند الساعة 0830 صباح الأربعاء بتوقيت غرينيتش في مقر منتخب "لا روخا" في روسيا. وتعد اسبانيا من المرشحين البارزين للتتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخها، علما انها توجت أيضا بلقب كأس أوروبا عامي 2008 و2012. وتضم التشكيلة الحالية للمنتخب ستة لاعبين في ريال، هم سيرخيو راموس وداني كارفاخال وايسكو وناتشو فرنانديز وماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز. ويأمل الاسبان في ألا يؤثر الاعلان عن انتقال لوبيتيغي (51 عاما) الى ريال، على أداء المنتخب في المونديال الروسي، وهو ما بدا واضحا في بيان الاتحاد المحلي الذي طلب توفير "الاحترام الأقصى للحفاظ على وضع طبيعي في معسكر المنتخب الوطني قبل مباراتنا الأولى ضد البرتغال". وعين لوبيتيغي مدربا للمنتخب الاسباني خلفا لفيسينتي دل بوسكي بعد كأس أوروبا 2016، عندما فشل "لا روخا" في الدفاع عن لقبه وخرج من الدور ثمن النهائي للبطولة التي استضافتها فرنسا، بخسارته أمام ايطاليا صفر-2. وسيخلف لوبيتيغي الفرنسي زيدان الذي أعلن في 31 أيار/مايو الماضي رحيله عن الفريق بعدما قاده لثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا خلال عامين ونصف العام من الاشراف عليه. وقال الفرنسي لدى إعلان قراره انه يحتاج "الى مسار مختلف، الى طريقة أخرى للعمل"، علما انه كان مرتبطا بعقد مع النادي الملكي حتى 2020. وترددت اسماء كثيرة في الصحافة الاسبانية لتولي الاشراف على ريال مدريد منها الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب تونتهام هوتسبر ثالث الدوري الانكليزي، والايطالي انطونيو كونتي مدرب تشلسي اللندني. وأشرف لوبيتيغي على الفئات العمرية للمنتخبات الاسبانية، والفريق الثاني في ريال مدريد (2008-2009)، وبورتو البرتغالي (2014-2016). ومنذ توليه مهامه في المنتخب الاسباني الأول، قاد لوبيتيغي الذي كان حارسا للمرمى خلال مسيرته كلاعب، المنتخب الاسباني الى سجل شبه مثالي، اذ حقق في عهده 16 انتصارا وأربعة تعادلات في 20 مباراة. وفي التصفيات الأوروبية المؤهلة الى كأس العالم، حقق المنتخب تسعة انتصارات في عشر مباريات، وسجل 36 هدفا وتلقى مرماه ثلاثة فقط. وفي ريال، سيكون المدرب المتحدر من إقليم الباسك أمام تحدي التعامل مع القضية التي تشغل بال المشجعين: مستقبل البرتغالي كريستيانو رونالدو. وأثار أفضل لاعب في العالم خمس مرات التكهنات حول مستقبله في صفوف النادي الملكي، بقوله بعد نهائي دوري أبطال اوروبا الذي فاز فيه ريال على ليفربول الانكليزي 3-1 في 26 مايو في كييف، "انه لأمر جيد اللعب مع هذا النادي"، متحدثا عن ذلك بصيغة الماضي. الا ان اللاعب البالغ 33 عاما، حاول في أعقاب ذلك التقليل من وقع هذا التصريح، بوعده مشجعي النادي بأن يكون معهم في "العام المقبل". الا ان التقارير الصحافية لا تزال تؤشر الى احتمال رحيل النجم الدولي عن النادي الذي انضم الى صفوفه عام 2009، لاسيما على خلفية تجاذب بينه وبين الادارة الممثلة برئيس النادي فلورنتينو بيريز بشأن تجديد عقده. وتشير التقارير لرغبة رونالدو بزيادة راتبه بشكل يجعل منه أعلى لاعب كرة قدم أجرا في العالم، والتفوق على غريمه في برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار نجم نادي باريس سان جرمان الفرنسي.