على غرار ما دأبت عليه منذ ثلاث سنوات، احتفت مقاطعة يعقوب المنصور بالعاصمة بالأطفال المنتمين إلى مختلف أحيائها، وخاصة أطفال الأسر محدودة الدخل، من خلال إقامة "ليالي الحناء" وسط حي الفتح بالرباط. واضطر مسؤولو مقاطعة يعقوب المنصور إلى تمديد "ليالي الحناء" إلى غاية ليلة القدر، بسبب الإقبال الكبير الذي لاقته من طرف الطفلات والأطفال الذين حضروا مع أمهاتهم وآبائهم للمشاركة في هذه الاحتفالية التقليدية. ويندرج تنظيم النشاط الترفيهي في إطار قيام مجلس مقاطعة يعقوب المنصور باختصاصه في تفعيل تنشيط القرب، والذي يستهدف بشكل أكبر فئة الأطفال، حسب عبد المنعم المدني، رئيس المجلس. وقال المدني، في تصريح لهسبريس، إن التشخيص الذي قام به مجلس يعقوب المنصور لوضعية مختلف الفئات التي تعيش في المجال الترابي للمقاطعة بيّن أن فئة الأطفال تعاني مِن نقص في إمكانيات التنشيط واللعب، وبالتالي وجب منحها الأولوية. الاهتمام بالأطفال وإيلاؤهم عناية أكبر لا يحجب الاهتمام عن باقي الفئات العمرية؛ ذلك أن مجلس المقاطعة ينظم على مدار السنة أنشطة ترفيهية وثقافية ورياضية مكثفة، تستهدف الشباب والنساء والشيوخ، حسب المصدر ذاته. وأوضح عبد المنعم المدني أنّ تنظيم "ليالي الحناء"، التي تُخضّب فيها أيادي الطفلات الصغيرات بالحناء، ويُحملن في "العمارية"؛ فيما يركب الأطفال على الأفراس، "تتلاءم مع مناسبة شهر رمضان، إذ تمكّن من تمتيع الأطفال بلحظات ترفيهية، وفي الآن نفسه ربطهم بالعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع المغربي". و"ليالي الحناء" مناسبة دأبت الأسر المغربية على إحيائها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ويتم فيها الاحتفاء بالأطفال الصغار الذين نجحوا في صيام بعض الأيام من رمضان، إذ يتم إلباسهم أزياء تقليدية، وتُلتقط لهم صور توثق هذه الذكرى. وفي خضم التطور الذي يعرفه المغربي، لم تعد مثل هذه الأنشطة تقام في البيوت فقط، بل أصبحت تنظم من طرف شركات خاصة، وهو ما لا يتيح الفرصة لأطفال الأسر الهشة للمشاركة فيها. انطلاقا من هذا المعطى، ارتأت مقاطعة يعقوب المنصور أن تتيح للأطفال المنتمين إلى الأسر محدودة الدخل والقاطنين في المجال الترابي للمقاطعة أن يفرحوا بدورهم، على غرار باقي الأطفال، وذلك بالمجان. "هدفنا من هذا النشاط الرمضاني إدخال البهجة على قلوب الأطفال، وعلى أمهاتهم"، يقول عبد المنعم المدني، مشيرا إلى أنّ "عدد الأطفال الذين شاركوا في النشاط بلغ أزيد من 3000 طفلة وطفل؛ وهو مؤشر دال على نجاح التظاهرة"، وفق تعبيره.