قبل عدة شهور، قال مصطفى حجي، المدرب المساعد بالمنتخب المغربي لكرة القدم، إن الفرنسي هيرفي رونار، المدير الفني للفريق، جلب منهجا أكثر احترافية إلى الفريق. وأشار حجي، نجم المنتخب المغربي سابقا، في مقابلة مع صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، إلى هذه الروح والأجواء التي صبغ بها رونار المنتخب المغربي ليستعيد بريقه في الآونة الأخيرة. وعندما يخوض المنتخب المغربي (أسود الأطلس) فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا سيكون في أمس الحاجة إلى هذه الأجواء الاحترافية التي أضفاها رونار على الفريق، لاسيما بعد فترة الغياب الطويلة عن بطولات كأس العالم. ويعود "أسود الأطلس" للظهور في بطولات كأس العالم للمرة الأولى منذ نسخة 1998 بفرنسا، والتي شهدت آخر مشاركة للفريق في المونديال. لكن المنتخب المغربي سيواجه في المونديال الروسي اختبارا قاسيا للغاية، بعدما أوقعته القرعة في المجموعة الثانية التي يمكن أن يطلق عليها لقب "مجموعة الموت"، إذ تضم معه منتخبات إسبانيا الفائز بلقب كأس العالم 2010 والبرتغال حامل اللقب الأوروبي وإيران العنيد، والذي كان من أول المنتخبات التي حجزت مقاعدها في المونديال الروسي. ويدرك رونار افتقار لاعبيه إلى الخبرة ببطولات كأس العالم، بعد غياب عن البطولة لعقدين كاملين؛ ولذلك لجأ المدرب الفرنسي الشهير، صاحب الخبرة الهائلة بكرة القدم الأفريقية، إلى الاستعانة بالخبرة الأوروبية في مواجهة هذا التحدي الهائل الذي ينتظره في روسيا. وعلى الرغم من سطوع نجم العديد من لاعبي المغرب في الدوري المغربي، وكذلك في البطولات المحلية العربية، حرص رونار في اختياراته لقائمة الفريق للمونديال على تقليص مساحة تواجد المحترفين بالدوري المحلي والبطولات العربية؛ ويبدو أن هذا نابع من رؤيته لخبرة الاحتراف الأوروبي، والتي قد تساعد الفريق بشكل أكبر على مواجهة العملاقين الإسباني والبرتغالي، رغم المستويات الرائعة لنجوم آخرين يلعبون في المغرب أو المنطقة العربية، ومنهم المهاجم الخطير وليد أزارو، الذي توج مع الأهلي المصري بلقب الدوري المحلي، كما فرض نفسه بقوة هدافا للمسابقة في الموسم المنقضي، علما أنه الموسم الأول له مع الفريق. كما تألق يوسف العربي مع فريق الدحيل القطري، وقدم معه مسيرة استثنائية في الموسمين الماضيين، إذ توج خلالهما بلقب الدوري القطري وألقاب أخرى، إضافة إلى فوزه بلقب هداف الدوري القطري في الموسمين الماضيين برصيد 24 هدفا في 2016 / 2017 و26 هدفا في 2017 / 2018 . كما تألق اللاعب أشرف بن شرقي في الموسم المنقضي مع فريق الوداد البيضاوي المغربي، ثم مع الهلال السعودي، والذي انتقل إليه في منتصف الموسم بعد الفوز مع الوداد في نهاية 2018 بلقب دوري أبطال أفريقيا والمشاركة مع في كأس العالم للأندية. ولم تضم قائمة أسود الأطلس التي أعلنها رونار استعدادا للمونديال سوى أربعة فقط من اللاعبين الذين ينشطون في المغرب أو المنطقة العربية بشكل عام. ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعب المخضرم مبارك بوصوفة /33 عاما/ المحترف في الجزيرة الإماراتي، والذي يحظى بخبرة أوروبية سابقة، إذ انتقل إلى الجزيرة بعد أكثر من 12 عاما قضاها في أوروبا بين أندية بلجيكية وهولندية وروسية. وفي المقابل كان اللاعبون الثلاثة الآخرون هم محمد رضا التكناوتي (اتحاد طنجة) حارس المرمى الثالث للفريق، والمدافع بدر بانون (الرجاء البيضاوي)، والمهاجم أيوب الكعبي (نهضة بركان) . وفي ما عدا اللاعبين الأربعة، اعتمد رونار في اختياراته للقائمة على المحترفين في الأندية الأوروبية، سواء في تركيا أو إسبانيا وفرنساوهولندا وإنجلترا وبلجيكا. كما يبرز في مقدمة هؤلاء النجوم المحترفين اللاعب مهدي بنعطية، لاعب روما الإيطالي وبايرن ميونخ الألماني سابقا ويوفنتوس الإيطالي حاليا. ومن بين جميع لاعبي القائمة ولد ستة لاعبين فقط في المغرب، فيما سيعتمد رونار على مجموعة من اللاعبين الذين ولدوا في أوروبا، سواء في إسبانيا أو هولندا أو فرنسا، إذ يرى أن هؤلاء يستطيعون مواجهة الضغوط التي شكلها وقوع الفريق في "مجموعة الموت". وفيما تصب معظم الترشيحات بهذه المجموعة في صالح المنتخبين الإسباني والبرتغالي، يرى رونار أن فرص فريقه ليست مستحيلة، ولكنه يحتاج أولا إلى الفوز على المنتخب الإيراني في المباراة الأولى له بالمجموعة يوم 15 يونيو، وإلى الاعتماد على خبرة محترفيه في أوروبا لمواجهة قوة المنتخبين الإسباني والبرتغالي. ورغم قوة دفاع الفريق بقيادة بنعطية ونبيل درار، نجم فناربخشة، وأشرف حكيمي (ريال مدريد الإسباني)، إذ لم تهتز شباك الفريق في أي من مبارياته الست التي خاضها في مجموعته بالتصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، يعلق رونار آماله على خط وسط الفريق، والذي يمزج بين خبرة بوصوفة ونور الدين أمرابط /31 عاما/ نجم ليغانيس الإسباني، ويونس بلهندة /28 عاما/ لاعب غالطة سراي التركي، وحماس وموهبة حكيم زياش، الذي سطع نجمه مع أياكس في الموسم المنقضي، كما يتمتع بإمكانيات تهديفية جيدة. وقد يصبح زياش أو أيوب الكعبي مهاجم نهضة بركان من مفاجآت المونديال الروسي إذا نجح أي منهما في ترك بصمة جيدة أمام دفاع المنتخبين الإسباني والبرتغالي. كما تراهن الجماهير المغربية على النجم الصاعد أمين حاريت /20 عاما/ ، المولود بفرنسا، والذي يلعب في خط وسط شالكه الألماني، إذ يتمتع بحماس هائل. *د ب أ