نظمت جمعية البسمة للأطفال في وضعية إعاقة، ليلة الخميس، أمسية فنية تتويجا لمسار موسم كامل من العمل المتواصل، وهو الموعد الذي يراهن من خلاله المنظمون على الانفتاح على المحيط الخارجي، وسط حضور شخصيات سياسية وفعاليات من المجتمع المدني، إلى جانب أمهات وأولياء أطفال يعانون إعاقات مختلفة. واختار "أطفال البسمة" الترحيب بضيوف الأمسية الفنية بمسرحية عن القضية الفلسطينية، تناقش العدوان الصهيوني الغاشم على الأطفال العزل، وامتزجت فيها أحاسيس الوطنية والإنسانية، على إيقاع أنشودة قصيدة محمود درويش "أحن إلى خبز أمي"، مفلحين في نيل إعجاب وتصفيقات الجمهور الذي حج لمشاركتهم الأمسية. الفقرة الثانية من الحفل كانت عبارة أغنية "إني اخترتك يا وطني"، أداها "صغار البسمة" من ذوي الإعاقة، وتفاعل معها الحاضرون الذين أكدوا أن هذه الفئة من المجتمع تمتلك طاقات وإمكانات تحتاج الرعاية اللازمة. في هذا الصدد قال حفيظ الحساني، رئيس الجمعية، إن النشاط تقليد سنوي، تتويجا لأنشطة الجمعية داخل وخارج المركز الذي يتوخى تمكين هذه الفئة من حقوقها الأساسية، الاجتماعية منها والسياسية، وتغيير تمثلات الشخص المعاق وكذا التحسيس بالقضية داخل المجتمع. واعتبر الحساني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الإعاقة "تنوعا بشريا"، رافضا وصفها ب"النقص"، ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن "المجتمع لديه تمثلات خاطئة عن الإعاقة تقترن بأوصاف المسكين والفقير وذاك الشخص العاجز"، وفق تعبيره. وعاب الفاعل الجمعوي "تكريس الإعلام تلك الصورة النمطية عن الأشخاص في وضعية إعاقة، إذ غالبا ما يربط توزيع المساعدات الغذائية التي تستهدف المعوزين والفقراء بذوي الاحتياجات الخاصة"، معتبرا أن "هذا النوع من الأخبار تجب محاربته والعمل على تغيير هذا التمثل الخاطئ لدى الإعلام والحكومة على حد سواء". جدير بالذكر أن الأمسية الفنية عرفت مشاركة فنانين محليين، مع مشاركة لافتة لفرقة أهل التوات ودقة دار الضمانة، إلى جانب عرض أزياء من تقديم أطفال الجمعية الناشطة في مجال الإعاقة وأنشطة أخرى متنوعة.