تحت شعار « ملتقى الإدماج في خدمة التربية على المواطنة » ، وبشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، وجمعية بسمة للأطفال في وضعية إعاقة ، وفعاليات مدنية وحقوقية أخرى ، كسر أبناء الطفولة الشعبية بدار الضمانة ولمدة أسبوع ( من 13 إلى 20 أبريل ) الرتابة القاتلة التي تسكن الزوايا الأربع لفضاء دار الطالبة ، وأنعشوا مفاصل هذا المرفق الاجتماعي ، وأفعموه بالحياة ، حيث حولوه خلال ملتقاهم الربيعي الثالث إلى قبلة قصدها إخوان وأخوات الطفولة من ، الرباط ، سلا ، تاونات ، أزمور ، طنجة . ما ميز النسخة الثالثة للمخيم الربيعي لحركة الطفولة الشعبية هذه السنة، وجعل فعالياته الفكرية والفنية محط انتباه أكثر من مهتم، هو جمع الملتقى بين أحشائه، وبمقاربة حقوقية، مكونات التنوع البشري. وأكدت مقاربة الإدماج التي شكلت خلفية هذا المخيم ، بأن الإعاقة الحقيقية توجد في الواقع ، وفي السياسة العمومية المعتمدة في أكثر من قطاع ، والتي تنتهي بإقصاء فئات عريضة من المواطنين والمواطنات، والتمييز بينهم ضدا على ما جاءت به المواثيق الدولية ، وعلى منطوق الدستور المغربي في روحه وبنوده . أنشطة المخيم توزعت بين تنظيم ورشات لامست حقوق الأطفال، وسلطت الضوء على حقوق الشخص في وضعية إعاقة، وفتحت النافذة على التنوع البشري الذي يغني الإنسانية ، وأن المواطنة الحقة لا ولن تستقيم بدون التشبع بثقافة المساواة وتكافؤ الفرص بين كل المواطنين والمواطنات . كما استفاد المشاركون والمشاركات من دروس في الإعلاميات، وجلسات للاستماع المرتبطة بالخبرة السيكولوجية. ولأن منسوب القراءة كما تشير إلى ذلك الأرقام الرسمية في تراجع كبير، ولأن القراءة متعة، فإن الملتقى فتح أمام أبنائه وبناته مساحة زمنية شاسعة لم يعل على الكتاب خلالها صوت آخر. أما الليل فكان له طعم آخر، وحدها الأمسيات الفنية التي عرفت تقديم كشكول من الأغاني الحاملة لرسائل إنسانية، و تربي على الذوق الرفيع في زمن السقوط، ( وحدها ) كسرت سكونه. ولأن دار الضمانة بمعالمها التاريخية الناجي منها من معاول المفسدين ، وبموروثها الثقافي المتنوع ، وبطبيعتها الغراء في فصل الربيع ، تعبد الطريق أمام زوارها من أجل اكتشافها ، فقد كانت للمشاركين والمشاركات فرصة لاختراقها والتيه بين ثنايا دروبها التي ينفح منها عبق التاريخ ، والتوغل في الفضاءات المحيطة بهذه المدينة / التحفة التي يشهد التاريخ بأنها شكلت أرضا لتعايش الأديان وتواصلها بما يخدم القيم السامية للإنسانية . يذكر بأن أطرا من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، وجمعية البسمة ، وفعاليات أخرى ، كانت قد انخرطت في تأطير هذا الملتقى الذي أسدل عليه الستار بسهرة فنية كبرى .