"هي بلا شك المجموعة الأصعب"هكذا أبدى جولين لوبيتيغي المدير الفني لمنتخب إسبانيا رأيه في المجموعة الثانية بمونديال روسيا 2018 والتي تجمع البرتغال وإسبانيا آخر بطلتين لأوروبا بجانب منتخبي المغرب وإيران المتميزين دفاعيا. في المقابل يعتبر مدربو المنتخبات الثلاثة الأخرى فرناندو سانتوس وكارلوس كيروش وهيرفي رونار إسبانيا الأوفر حظا ليس للتأهل عن المجموعة فحسب بل أيضا لحمل كأس العالم في مباراة النهائي في 15 يوليوز بموسكو. مع ذلك يدرك منتخب إسبانيا، الذي استطاع جيله الذهبي أن يتوج بنسختين من آخر ثلاث نسخ في كأس الأمم الأوروبية في 2008 و2012 وأن يحصد كأس العالم لأول مرة في 2014 ، صعوبة المهمة التي يرغب من خلالها في طي صفحة مونديال البرازيل 2014 الذي ودعه الماتادور حامل اللقب حينها من دور المجموعات وكذلك الخروج من كأس الامم الأوروبية 2016 بفرنسا من ثمن النهائي. وشكلت النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأوروبية لحظة فارقة في المنتخب، فبعدها تركه المدرب فيسنتي ديل بوسكي الذي قاد المنتخب لأول لقب مونديال في تاريخه وبعدها كأس الأمم الأوروبية وتولى المنصب خلفا له جولين لوبيتيغي الذي استطاع أن يعيد للفريق ثقته بعدما لم يتجرع معه طعم الهزيمة حتى الآن. ويحظى لوبيتيغي بفريق يمزج بين البعض من لاعبي الجيل الذهبي وآخرين من جيل الشباب الجديد، فيغيب عن الماتادور نجوم تألقوا معه في الماضي وكانوا عنصرا أساسيا حتى يورو 2016 مثل إيكر كاسياس وسيسك فابريجاس وخوانفران توريس ، بينما يبقى آخرون مثل ديفيد دي خيا وسرخيو راموس وجيرارد بيكيه وجوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس وأنرديس إنييستا وديفيد سيلفا وكوكي ريسوريكسيون وتياجو ألكانتارا وسيزار أزكيليكويتا. ومن بين اللاعبين الذين تبدو مشاركتهم في روسيا أيضا شبه مضمونة يبرز كيبا أريزابالاجا وبيبي ريينا وإيسكو ألاركون وماركو أسينسيو وناتشو فرنانديز وساؤول نييجيز وإياجو أسباس، فضلا عن ألبارو أودريوزولا ورودريجو مورينو ودييجو كوستا. وسبق ولعب كوستا في مونديال البرازيل وبعده غاب عن قائمة الماتادور في يورو 2016 ، إلا انه يبدو من الأسماء الأساسية في قائمة لوبيتيغي، كما كان هداف المنتخب في التصفيات المؤهلة لروسيا بجانب موراتا وايسكو وديفيد سيلفا وجميعهم بخمسة أهداف . وفِي مونديالها ال15اختارت إسبانيا مدينة كراسنودار لتقيم معسكرها في روسيا حيث ستبدأ مشوارها في 15 من يونيو بسوتشي حينما تلتقي بالبرتغال في المواجهة الأكثر إثارة بالمجموعة الثانية التي تعرف ب"مجموعة الموت". وعن البرتغال قال لوبيتيغي "هي بطلة أوروبا وأحد أفضل الفرق في العالم وكريستيانو رونالدو واحد من أفضل اللاعبين في التاريخ". البرتغال وكريستيانو: يمثل المنتخب البرتغالي جزءا من صعوبة المجموعة الثانية في المونديال ومما لا شك فيهأن هذه الصعوبة تعود لوجود كريستيانو رونالدو هداف "البحارة"التاريخي والفائز بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات، فضلا عن جائزة "ذا بست"التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في آخر عامين. وربما يكون هذا المونديال الأخير لكريستيانو الذي سجل أكثر من 500 هدف في مسيرته، فهو أكمل في فبراير 33 عاما لكن عامل السن لا يحجم طموح "الدون"الذي يعلق عليه مدرب المنتخب فرناندو سانتوس آماله. وبجانب كريستيانو هناك مواهب أخرى في "البحارة"مثل جونزالو جيديس وأندريه سيلفا وبرناردو سيلفا الذين يدعمون المنتخب في خامس مونديال له على التوالي والسابع عامة . والمركز الثالث هو الأفضل الذي حققته البرتغال في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم وكان هذا في نسخة 1966 ، وفي آخر نسختين ودع المنتخب مونديال 2010 بجنوب أفريقيا من ثمن النهائي بعد خسارته امام إسبانيا التي توجت باللقب لاحقا، وفي 2014 بالبرازيل خرج من دور المجموعات بعدما شاركت ضمن المجموعة السابعة مع ألمانيا والولايات المتحدة وغانا وودعت البطولة بفارق الأهداف الذي وقف في صف المنتخب الأمريكي. "بطبيعة الحال إسبانيا مرشحة للقب"هكذا عبر فرناندو سانتوس عن رأيه في الماتادور الذي يواجهه في أول مباراة له ستكون مصيرية في باقي مشوار المنتخبين بدور المجموعات خاصة وانهما يصطدمان لاحقا بإيران والمغرب المنتخبين المعروفين بحصانتهما الدفاعية. إيران والمغرب: المفاجآت ليست مستحيلة مع إيران والمغرب وهو ما تعكسه تصريحات مدربي المنتخبين فالبرتغالي كارلوس كيروش المديرالفني لإيران قال "لن نذهب لروسيا للسياحة" والفرنسي هيرفي رونار مدرب منتخب المغرب الذي يعود للمونديال بعد غياب 20 عاما فيرى أنه "في كرة القدم كل شيء ممكن". وتبدأ إيران مشوارها بالمونديال أمام المغرب في سان بطرسبرغ وفي مباراتها الثانية تلتقي مع إسبانيا في كازان بينما تنهي دور المجموعات امام البرتغال في سارانسك. وكانت إيران أول منتخب آسيوي يتأهل لكأس العالم بروسيا وثاني منتخب يبلغ البطولة على مستوى العالم بعد البرازيل، عقب تقديمها لأداء مشرف في التصفيات. وفي مونديالها الخامس بعد الأول لها في نسخة 1978 بالأرجنتين والثاني على التوالي في تاريخها، تتميز إيران بالأداء الجماعي والصلابة الدفاعية ويبرز بين لاعبيها المهاجمان ساردار آزمون لاعب روبن كازان الروسي وصاحب 23 هدفا في 31 مباراة مع "أسود فارس"والمهاجم مهدي طارمي لاعب الغرافة القطري، فضلا عن سيد اشكان دجاغه جناح نوتينغهام فورست في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي. ودجاغه لعب في كل صفوف الناشئين بالمنتخب الألماني الذي توج معه بكأس العالم تحت 21 عاما في 2009 قبل أن يتخذ قراره باللعب لصالح إيران اعتبارا من 2012 ومن وقتها بات من دعائم الفريق كحال لاعب وسط أوستند البلجيكي رامين رضائيان. أما المغرب فيواجه في مباراته الثانية البرتغال ثم إسبانيا، وثمن النهائي هو أفضل دور بلغه في تاريخ مشاركاته الاربع السابقة بكأس العالم. ويتميّز المغرب بخط دفاع أقوى من هجومه من ناحية التنظيم وترابط الخطوط والصلابة، وتحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار لم تهتز شباك "اسود الاطلس" في آخر ست مباريات بالتصفيات المؤهلة لروسيا. ويحظى منتخب المغرب بعدد من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل قائد الفريق المهدي بنعطية مدافع يوفنتوس وحكيم زياش لاعب وسط أياكس أمستردام، وسفيان بوفال لاعب ساوثهامبتون وفيصل فخر لاعب خيتافي ونور الدين أمرابط لاعب ليجانيس، فضلا عن حارس جيرونا ياسين بونو وظهير ريال مدريد أشرف حكيمي.