استنكرت منظمة المجاهدين (قدماء المحاربين)، اليوم الأربعاء، دعوة رئيس الوزراء أحمد أويحيى، رجال الأعمال في البلاد إلى الاستعانة بمستوطنين فرنسيين خلال فترة الاحتلال في دعم التجارة الخارجية للجزائر. جاء ذلك في بيان لمنظمة المجاهدين، التي تضم قدماء المحاربين الذين كانوا ضمن جيش التحرير الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي (1954- 1962). واستنكرت المنظمة "التصريحات التي تمس بكرامة الشعب الجزائري، وتسيء إلى تاريخ ثورته من قبل مسؤولين في القيادة العليا، متجاهلين ما قام به الأقدام السوداء (المستوطنون)، من جرائم طيلة الاحتلال في حق الشعب الجزائري". ومساء الخميس، دعا أويحي، خلال لقاء مع رجال الأعمال إلى التوجه لجاليات قدامى الجزائر في الخارج (الأقدام السوداء)، والتي يمكنها فتح الأبواب لدخول الأسواق الخارجية". و"الاقدام السود"؛ تعبير يشير الى المستوطنين الفرنسيين وحتى أوروبيين، المولودين أو الذين عاشوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار بين 1830 و1962، وبقي منهم حوالي 200 ألف في الجزائر بعد الاستقلال من بين مليون شخص كانوا يقيمون بها حسب مؤرخين فرنسيين، فيما غادر أغلبهم جماعيا من الجزائر بدءا من صيف 1962 بدعوى خوفهم من التعرض للانتقام. وحسب منظمة المجاهدين، فهذه التصريحات "تتنافى مع مبادئ الثورة التحريرية، ولا تخدم المصالح العليا للشعب لأن تطبيع العلاقات بين الشعبين الجزائري والفرنسي مرتبط باعتذار باريس عن جرائمها الاستعمارية". وظل ملف الأقدام السوداء، يشكل إحدى القضايا الجدلية بين الجزائر وفرنسا منذ الاستقلال، حيث ترفض السلطات المحلية عودتهم للبلاد وتعويض ما يزعمون أنها أملاك تركوها بعد مغادرتهم الجزائر في 1962. ونهاية 2017، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته إلى الجزائر، "لقد دعوت السلطات الجزائرية إلى العمل في اتجاه المصالحة التاريخية، ويبدو لي مُهمًا، خلال الأشهر القادمة، أن نجد السبل لتمكين الرجال والنساء الذين ولدوا في الجزائر (الأقدام السوداء)، والذين يريدون العودة مهما تكن قصتهم العائلية مع هذا البلد". والأحد الماضي، أدانت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر) تصريحات أويحي. وأشارت في بيان، إلى أنه يريد "الاستعانة بالأقدام السوداء، وفتح المجال لمن غدروا الشعب الجزائري، وعذبوه ورعبوه أثناء الاستعمار الفرنسي، وفي مقابل ذلك منع الشرفاء من المساهمة في خدمة بلدهم والتضييق عليهم وغياب الشفافية". *وكالة أنباء الأناضول