لأول مرة منذ انطلاق حملة المقاطعة، خرجت شغيلة شركة "سنطرال"، مساء الثلاثاء، للاحتجاج أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، مطالبة بوقف حملة المقاطعة التي أَدَّتْ إلى فصل العديد من المستخدمين، وخفض كمية إنتاج الحليب بنسبة كبيرة، ومنددة بما أسمته "الأعمال الإجرامية" التي طالتها. وشهدت الوقفة التحاق وزير الحكامة والشؤون العامة، لحسن الداودي، رافعا بدوره وسط جموع المحتجين شعارات ضد حملة المقاطعة، من قبيل "هذا عيب هذا عار..الاقتصاد في خطر"، و"هذا عيب هذا عار..المقاولة في خطر"، "لا تقاطع لا تقاطع والعامل هو الضائع"، "المقاطعة ضراتنا..حنا ولاد الشعب". وأشارت كلمة الوقفة التي حضرتها نقابتا الاتحاد العام للشغالين، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى أن العامل بشركة "سنطرال" يَعِيْشُ أوضاعاً اجتماعية مقلقة منذ شهر بسبب ما تعرفهُ منتوجات الشركة من كسادٍ ناتجٍ عن حملة المقاطعة، مناشدة ما أسمته كل "القيم الجميلة والصادقة للشعب" من أجل "إيقاف الحملة التي تسببت في أوضاع لا تسر الصديق ولا العدو". وأضافت كلمة الوقفة أن "اللحظة تاريخية بامتياز، إذ يتوجه العمال إلى الجميع لتحكيم العقل وقراءة النتائج التي ستزداد سوءا وقسوة في حال استمرار الوضع"، مرسلة نداء إلى الشعب من أجل "مصالحة قلبية صادقة تَرْفعُ المحنة وتَمْنَعُ من حدوث كارثة اجتماعية ستكون لها حتما نتائج رهيبة". وأكدت الكلمة أن "العمال والمستخدمين على حافة الإفلاس، وينتظرون التفاتة شعبية من لدن الجميع حتى يتمكنوا من الرجوع إلى وضعهم الطبيعي مع أسرهم وعائلاتهم"، داعين إلى حوار وطني جاد ومسؤول يضم كافة المتدخلين لتجاوز الوضع الحاصل وإعادة الاعتبار للمصلحة العامة. واشتكى العديد من العمال، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، من حملة المقاطعة التي أضرت بهم بشكل كبير، بعد أن جرى تسريح 900 عامل الأسبوع الماضي، ومن المرتقب أن يتم طرد آخرين إذا استمرت الشركة في تكبد الخسائر، مشتكين من حالة الخوف التي تسود وسط عائلاتهم وأبنائهم جراء المستقبل المجهول. وطالب العمال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ب"التدخل لإنقاذ شريحة واسعة من الشعب المغربي، تعيل آلاف الأسر، وتشتغل بتفان من أجل وطنها وازدهار اقتصاده". من جهته قال رشيد جورج، الكاتب الوطني للاتحاد المغربي للشغالين بشركة "سنطرال"، إن "الحشود الغفيرة التي حَجَّتْ إلى البرلمان عينة من عمال الشركة الذين خرجوا دفاعا عن مناصب الشغل المهددة، بعد حملة المقاطعة التي كبدت سنطرال خسائر كبيرة". وأشار جورج إلى "أن النقطة الأولى التي خرج من أجلها العمال هي التعسفات التي يتعرض لها المئات من المستخدمين الذين يشتغلون في التوزيع ونقاط البيع، لا لشيء إلا لأنهم خدموا الشعب المغربي بتفان؛ ثم كذلك لتوضيح مدى الضرر الذي لحق العمال بعد تقليص الشركة لعددهم، بتشريد 900 منهم، في ظل صمت حكومي". وأوضح المسؤول النقابي أن "المسألة التي تحز في القلب هي أنه لا مسؤول حكوميا تدخل من أجل إنقاذ العمال، فتركوا وحدهم رغم أنهم مواطنون أيضا ومتخوفون من مصيريهم".