تستوقف كل زائر لروسيا وتشد انتباهه عادات وتقاليد عديدة تميز ساكنة هذا البلد، من بينها عادة الوقوف في الصف (أوتشيريد باللغة الروسية) واحترام الأسبقية أثناء ركوب مختلف وسائل النقل، ومن المؤكد أن هذا السلوك سيسترعي انتباه الجماهير التي ستفد على روسيا لمتابعة أطوار بطولة كأس العالم. فالوقوف في الصف عادة ألفها الروس وترعرعوا عليها منذ نعومة أظفارهم، وهذا الأمر يتضح جليا لكل من تتاح له فرصة زيارة هذا البلد والاختلاط بأهله، فاحترام الأسبقية عند الصعود والنزول منظر اعتيادي ومألوف في أرض القياصرة. وبالرغم من الإقبال الكثيف للروس على مختلف وسائل النقل كالحافلات والقطارات وقطارات الأنفاق والحافلات المعلقة، يبقى الهدوء والتريث سيد الموقف ويقف الجميع صفوفا متراصة، صغارا وكبارا، احتراما لمبدأ الأسبقية وحتى لا يحصل الازدحام ويتمكن الجميع من حجز مقعده بكل أريحية. والملاحظ أن الوقوف في الصف لا يقتصر فقط على وسائل النقل بمختلف أنواعها، وإنما يشمل أيضا الأبناك والمسارح ودور السينما وملاعب كرة القدم، فالنظام هم نفسه والهدوء هو السمة الطاغية، على اعتبار أن الجميع ينتظر دوره ويحجز كرسيه دون مشاكل تذكر. ففي ملاعب كرة القدم، على سبيل المثال، أبانت الجماهير الروسية في مناسبات عديدة، وفي جل التظاهرات الرياضية الكبرى التي احتضنتها البلاد، عن وعي وتحضر قل نظيرهما، حيث تحرص الجماهير على ولوج الملاعب من البوابات المخصصة لها دون تدافع أو ازدحام، كما تغادر أرضية الميدان بانتظام ودون مشاكل تذكر. وقال أليكسي (26 عاما)، طالب جامعي، في تصريح صحافي، "الوقوف في الصف ظاهرة متجذرة في المجتمع الروسي وتعكس بحق عراقة وأصالة هذا الشعب وتحضره". وسجل أليكسي أنه "بالرغم من التأخر الذي يحدث أحيانا في مواعيد بعض وسائل النقل، لاسيما الحافلات وقطارات الأنفاق، يتعامل جل المواطنين مع الأمر بهدوء ويتفادون ما أمكن الازدحام أمام أبواب الحافلات وقطارات الأنفاق ووسائل النقل الأخرى". من جهتها، اعتبرت إيكاترينا (24 عاما) موظفة بإحدى الشركات، أنه "بالنظر إلى الازدحام الشديد الذي تعرفه حركة السير في موسكو لاسيما في أوقات الذروة، يستغني غالبية الروس عن ركوب سياراتهم الخاصة، ويلجؤون إلى قطارات الأنفاق (الميترو) التي تؤمن الربط بين مختلف أنحاء المدينة، وتشتغل على مدار اليوم تقريبا (من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية الساعة الواحدة ليلا). *و.م.ع