انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يتعلق بشاب في العشرينيات من عمره، ملطخ بالدماء على متن حافلة النقل الحضري تابعة لشركة "مدينة بيس" بالدارالبيضاء. وحسب ما ورد في الشريط المذكور، الذي جرى تداوله بالفيسبوك والواتساب، فإن إفادات بعض الركاب تشير إلى أن الشاب المذكور تعرض للضرب والجرح على أيدي المراقبين التابعين للشركة المدبرة للقطاع بالعاصمة الاقتصادية. ويظهر الشاب وهو ملطخ بالدماء على مستوى الوجه؛ وهو ما أثار استنكار الركاب، خاصة النساء اللواتي سارعن لتقديم الإسعافات له وتضميد جراحه. وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية أخذ وجهة نظر الشركة المدبرة للقطاع؛ غير أننا لم نتمكن من ذلك، فيما تشير المعطيات المتوفرة إلى عملية الاعتداء وقعت على مستوى الحافلة المتوجهة صوب حي الألفة. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض لها راكب لاعتداء "الكونترولات"، إذ تشهد العديد من الخطوط مواجهات بين الركاب والمراقبين، الذين يحاصرون الأشخاص الذين لم يؤدوا ثمن التذكرة، وتتحول الأوضاع إلى سب وشتم وتعنيف أحيانا. وانتقد عدد من المواطنين، الذين يستعملون حافلات النقل الحضري في تنقلاتهم، تصرفات المراقبين التابعين لشركة "مدينة بيس"؛ فبعضهم يبدو لا إنسانيا، خاصة حين يحاصرون المراهقين بالحافلات ويشرعون في نهرهم ودفعهم مقابل الحصول على الغرامة المالية التي يفرضها القانون في هذه الحالة والتي تصل إلى 35 درهما. واعتبر البيضاويون، الذين عاينوا الواقعة، أن هذا المشهد يظهر "السيبة في صفوف الكونترولات، وتجبرهم على الركاب دون حسيب أو رقيب". وقد حلت العناصر الأمنية إلى عين المكان بعد توقف الحافلة، حيث جرى فتح تحقيق معمق في الموضوع. وتشهد العاصمة الاقتصادية، وعلى رأسها مجلس المدينة، تزامنا مع اقتراب موعد صدور دفتر التحملات الجديد، غليانا كبيرا بخصوص شركة النقل المفوض لها تدبير القطاع، حيث يطالب البيضاويون والمنتخبون تحسين أوضاع النقل ووضع حد للرداءة التي يعرفها، مشددين على ضرورة فتح المجال لشركة أخرى لتدبير القطاع. وباتت حافلات النقل التابعة للشركة المذكورة في وضعية مهترئة، إذ شهدت في فترة سابقة تزايد حالات احتراقها، ناهيك عن تنامي ظاهرة السرقة بها لتتطور إلى وضع لا يحسد عليه خاصة بعد محاولة اغتصاب فتاة على متنها.