تسبّبت الحالة التقنية المهترئة لحافلة للنقل الحضري تابعة لمجلس مدينة الدارالبيضاء في سقوط فتاة في العقد الثاني من عمرها من على متن الحافلة (خط رقم 97) المتجهة إلى منطقة سيدي مومن وقادمة من المعاريف، بينما كانت تحاول تفادي المواجهة مع مراقب يعمل بالشركة نفسها. ووفق معطيات موثقة بالصوت والصورة حصلت عليها هسبريس من مصادرها الخاصة، فإن مراقب شركة "مدينة بيس" دخل في ملاسنة كلامية مع الفتاة لدفعها إلى تسديد ثمن تذكرة الرحلة، مستعملا يده. الفيديو أظهر الفتاة وهي تعود إلى المنطقة الخلفية الحافلة قبل أن تقف بجانب باب الخروج الخلفي الذي كان في حالة تقنية مهترئة لينفتح بشكل مفاجئ ويتسبب في سقوط الفتاة. وقالت مصادر هسبريس إن الفتاة أصيبت بكسور في رجليها، ونقلت إلى مستعجلات ابن رشد حيث توجد في غيبوبة بقسم الإنعاش. وقررت النيابة العامة وضع سائق الحافلة رهن تدابير الحراسة النظرية، والذي رجحت مصادر هسبريس أنه سيتابع بارتكابه لخطأ غير مقصود بسبب عدم مراقبته للحالة التقنية للأبواب، فيما لم يتابع المراقب. وقال محمد أبو الرحيم، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بقطاع النقل، في تصريح لهسبريس، إن المسؤولين بشركة مدينة بيس أخبروه بأن الفتاة هي من ألقت بنفسها من الحافلة. وأضاف أبو الرحيم، في التصريح ذاته: "لقد عقدنا اجتماعات متكررة مع مسؤولي شركة مدينة بيس وأثرنا معهم مسألة التعامل غير اللائق للمراقبين مع المواطنين، حيث شددنا على ضرورة أن يتم احترام أدمية الركاب". وأكد نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بقطاع النقل: "سنراسل، يوم غد الاثنين، إدارة شركة مدينة بيس لاستفسارها عن الموضوع بشكل رسمي"، مستطردا بأن "لحالة الميكانيكية للحافلات كانت أيضا محط مراسلات عديدة التي تم توجيهها إلى هذه الشركة المكلفة بتدبير قطاع النقل الحضري العمومي بالدارالبيضاء، وهذا أقصى ما يمكن أن نقوم به"، يقول ابو الرحيم. وتأتي هذه الحادثة، التي لم تبلغ إلى علم المسؤولين بمجلس جماعة الدارالبيضاء إلا بعد اتصال لهسبريس معهم لأخذ رأيهم حول الموضوع، لتنضاف إلى حوادث الحرائق المتتالية والاعتداء المتكررة للمراقبين على الركاب، والتي وعد أبو الرحيم بألا تتكرر مستقبلا.