ما يزال بإمكان أكبر حزبين مناهضين للمؤسسات في إيطاليا تشكيل حكومة بعدما قال كارلو كوتاريللي، المكلف برئاسة الوزراء، إن السياسيين، وليس التكنوقراط من أمثاله، ربما يكون بمقدورهم إخراج البلاد من المأزق السياسي الذي انزلقت فيه. جاء هذا بعد أن التقطت الأسواق المالية أنفاسها عقب تراجع حاد، عندما أدت مخاوف المستثمرين بشأن الوضع المالي العام في إيطاليا إلى أكبر زيادة في يوم واحد منذ عام 1992 في العائد على السندات الإيطالية لأجل عامين، وأضعفت سعر صرف اليورو. وبدأت الأزمة بعد أن تخلت "حركة 5 نجوم" وحزب الرابطة اليميني عن خطة تشكيل حكومة ائتلافية ،بعدما رفض رئيس البلاد اختيارهما باولو سافونا (81 عاما)، وهو خبير اقتصادي ذو مواقف متشككة تجاه الاتحاد الأوروبي، لمنصب وزير الاقتصاد. وقال كوتاريللي: "ظهرت احتمالات جديدة بشأن مولد حكومة من السياسيين"، وأضاف أن الاضطرابات في أسواق المال والظروف الأخرى "جعلتني أنتظر وقوع مزيد من التطورات". وذكر مصدر مقرب من الرئيس، سيرجيو ماتاريلا، الذي رفض تعيين سافونا وزيرا للاقتصاد وكلف كوتاريللي بتشكيل الحكومة بغية الإشراف على انتخابات جديدة بحلول نهاية العام، أن الرجلين "اتفقا على ألا يتعجلا الأمور، (لصالح) حكومة محتملة من السياسيين". وناشد لويجي دي مايو، رئيس "حركة 5-نجوم"، التي خرجت من انتخابات غير حاسمة في مارس كأكبر كتلة في البرلمان، حزب الرابطة التخلي عن إصراره على سافونا وزيرا للاقتصاد كي يتسنى للحزبين إحياء محاولتهما الحكم معا. وقال دي مايو على "فيسبوك"، بعد اجتماع مع ماتاريلا، "لنجد شخصا على شاكلة سافونا الذي يمكن أن يبقى في الحكومة في وزارة أخرى". وقال معاونون لماتاريلا إنه رحب بالمقترح؛ بيد أن زعيم حزب الرابطة، ماتيو سالفيني، الذي يتقدم في استطلاعات الرأي، لم يبد تحمسا للفكرة وإن كان لم يستبعدها. وأورد لأنصار حزبه: "آمل أن نتمكن من تدشين حكومة. سنرى في الساعات المقبلة". غير أنه شبه الوزراء بلاعبي كرة القدم، في إشارة واضحة إلى خطة دي مايو، وقال: "حارس المرمى يجب أن يكون حارسا للمرمى، والمهاجم يجب أن يكون مهاجما". وكان قد وصف في وقت سابق الانتخابات المبكرة بأنها "أفضل وسيلة للخروج من هذا المأزق". وفي حالة استمرار الأزمة قد تشهد إيطاليا انتخابات جديدة في وقت تطالب فيه معظم الأحزاب الرئيس بحل البرلمان، وإجراء الانتخابات في 29 يوليوز على أقرب تقدير. وأظهر استطلاع للرأي، أجري في الآونة الأخيرة، أن حزب الرابطة سيحصل على نحو ربع أصوات الناخبين. وكانت نسبة التأييد له في استطلاع أجري في الرابع من مارس هي 17 في المئة. كما أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "إبسوس" في 16 و17 ماي ونشرته صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، استقرار التأييد لحركة "5-نجوم" عند 32.6 في المئة، وهو ما يعني أغلبية مريحة له ولحزب الرابطة إذا سعيا مجددا إلى تولي السلطة. *رويترز