استنكر سكان شارعي خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب بالعرائش تثبيت لاقط هوائي للاتصالات الهاتفية لشركة " أورونج" (ORANGE) فوق سطح أحد المنازل بالحي الذي يعرف كثافة سكانية كبيرة، بسبب الأضرار الصحية الخطيرة الناجمة عن محطة الدفع الهوائي. ويحتج العشرات من ساكنة الحي كل يوم على الساعة الخامسة مساء رافعين شعارات تطالب بإزالة اللاقط الهوائي، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة قصد رفع الضرر الذي لحقهم جراء هذا الوضع، بما يضمن حقهم في العيش وسط فضاء صحي وسليم، مهددين بخوض جميع الأشكال النضالية والوسائل القانونية، بما فيها اللجوء إلى القضاء، في حال عدم الاستجابة لمطلبهم المشروع من أجل الحفاظ على سلامتهم وسلامة أطفالهم. وأشار المحتجون إلى أن هذه الهوائيات، على اختلاف أنواعها والخدمات التي تقدمها، لها تأثير مباشر وخطير على صحة الإنسان، على الأمدين القريب والبعيد، علما أن منظمة الصحة العالمية تضع العديد من الشروط لتثبيت مثل هذه الهوائيات، في مقدمتها ألا يكون البرج داخل منطقة سكنية أو بالقرب من المدارس والمستشفيات، وأن يكون ارتفاع البرج أعلى من المنازل المجاورة. كما تشترط المنظمة العالمية أيضا أن يتم وضع حواجز غير معدنية من جميع الاتجاهات، وإلزام الشركات بأن يكون الحد الأقصى لكثافة القدرة لا يتجاوز 0.4 ميليوات/ سم2. كما أكد المحتجون أنهم أصبحوا يعيشون حالة نفسية غير مستقرة، وأنهم تقدموا بشكايات عديدة مصحوبة بعريضة تنديدية (تتوفر هسبريس على نسخة منها) إلى مختلف الجهات المسؤولة، لرفع الضرر بإزالة اللاقط الهوائي المخصص لتقوية شبكة الإرسال الخاصة بخدمات الشركة المعنية. من جهته، راسل فرع العرائش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان كلا من عامل الإقليم ورئيس المجلس البلدي مطالبا إياهما بالتدخل "العاجل والفوري من أجل رفع الضرر عن ساكنة شارع خالد ابن الوليد"، وأكد الفرع في رسالته أن "اللاقط الهوائي الذي أقيم ليلا بدون ترخيص، أحدث ضررا خطيرا بسكان العمارة التي أحدث فوقها". وعلمت هسبريس من مصادر متطابقة من بلدية العرائش أن هذه الأخيرة لم تمنح أي ترخيص لإقامة اللاقط الهوائي المذكور، مؤكدة أن رئيس البلدية قام بتسليم السكان المحتجين مراسلة ينفي فيها نفيا قاطعا الترخيص؛ وذلك من أجل الادلاء بها أمام القضاء الاستعجالي. يشار إلى أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت مسؤولية هذه الأبراج في إصابة الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من هوائيات محطات الهواتف الخلوية لأمراض السرطان، وتأثيرات أخرى تشمل إتلاف وظائف الدماغ.