قبيل أذان صلاة المغرب بقليل، كان شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط على موعد مع تدخل أمني في حق موظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات، الذين نظموا وقفة احتجاجية وإفطارا جماعيا أمام البرلمان، مطالبين بالترقية وتغيير الإطار بشكل مباشر وبأثر رجعي. وأظهرت أشرطة فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي المسؤول الأمني وهو يعطي الإشارة بفض الإفطار قبل التدخل، دون أن يرفع الشكل، ليُهَرْوِلَ العشرات من رجال الأمن بعدها صوب تجمع الأساتذة الذين كانوا يفترشون الأرض في انتظار أذان صلاة المغرب، رافعين شعارات "الأستاذ ها هو والترقية فيناهيا"، و"سوا اليوم سوا غدا الترقية ولا بدا"، و"الموت ولا المذلة". وفي هذا السياق، قال عبد الغني الحميدي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية، إن "التدخل الأمني كان قبيل الإفطار بقليل، وخلف مجموعة من الإصابات متفاوتة الخطورة، بينها 15 حالة نقلت إلى المستشفى". وأضاف الحميدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الأساتذة تعرضوا لوابل من العنف اللفظي والجسدي، جعلهم مشتتين في ساحات الرباط بدون إفطار، في انتظار التحاقهم بمسيرة الشموع المزمع تنظيمها مساء اليوم الاثنين، من أمام البرلمان صوب مقر وزارة التربية الوطنية". وزاد الحميدي أن "الأساتذة يطالبون بتغيير الإطار بنقلهم من التعليمين الابتدائي والاعدادي إلى التعليم الثانوي، وترقيتهم بموجب الشهادة التي تحصلوا عليها"، مشددا على أن "الوزارة إذا استمرت في تعنتها وصمتها فستكون هناك أشكال تصعيدية أخرى سيقررها المجلس الوطني المقبل". وكان موظفو الوزارة قد أعلنوا في وقت سابق مقاطعتهم للامتحانات الجهوية، حراسة وتصحيحا، فضلا عن عدم تسليم نقط تقييم التلاميذ الخاصة بالأسدس الثاني للمصالح المختصة، ضد ما أسموه "تعنت الحكومة والوزارة الوصية في الاستجابة لأبسط مطالب التنسيقية". ويعتزم الموظفون الاعتصام يوم غد الثلاثاء داخل مقر رئاسة الحكومة، في أفق تنفيذ إضراب في 30 ماي الجاري، ملوحين بإمكانية تمديد مدة الاضراب ليصبح مفتوحا.