تهافت المواطنون زوال اليوم على شراء سمك السردين بسوق "جميعة" الشعبي بمنطقة درب السلطان في الدارالبيضاء، بعد تسجيل تراجع قياسي في سعر البيع الذي استقر في حدود 8 دراهم للكيلوغرام. وقال تجار الأسماك بسوق "جميعة" إن الأسعار انخفضت إلى مستويات معقولة نتيجة التراجع الكبير لنشاط الوسطاء والمضاربين، الذين كانوا السبب الرئيسي في الارتفاع الصاروخي لسعر السردين الذي بلغ 25 درهما للكيلوغرام مع بداية رمضان. ويأتي هذا التراجع في سعر سمك السردين، الذي يمثل أزيد من 98 في المائة من مجموع استهلاك البيضاويين من الأسماك خلال شهر رمضان، بعد تسجيل تذمر فئة عريضة من المواطنين من ارتفاع الأسعار، وتوعد السلطات المضاربين بتطبيق عقوبات قانونية في حقهم. وتراجعت أسعار السمك الأبيض بدورها بشكل طفيف. وأكد مهنيون أن هذا التراجع يظل طبيعيا بسبب تراجع الطلب على الأسماك، بسبب ارتفاع أسعارها، والناجم في واقع الأمر عن عامل ثان يتعلق بالراحة البيولوجية التي تهم هذا النوع من السمك، خاصة الميرلان والصول والجمبري. وتوقع المهنيون أن تستقر أسعار الأسماك في مستويات تقل كثيرا عن المستويات التي سجلت منذ بداية رمضان. وكانت الحكومة اعترفت بتسجيل فرق كبير بين ثمن البيع في أسواق الجملة ونقاط البيع لعموم المواطنين، والتي تتضاعف فيها الأسعار إلى أربع مرات. وتم إحداث لجنة وزارية لدراسة وضعية أسعار المواد الاستهلاكية الأكثر استهلاكا، يرتقب أن تجتمع في غضون الأيام المقبلة من أجل اتخاذ التدابير اللازمة؛ في حين أكد المسؤولون الحكوميون أن "عمليات مراقبة الأسواق كشفت أن هناك تأمينا للحاجيات باستثناء بعض المواد القليلة التي لم يكن العرض فيها كافيا".