يعقد حزب الأصالة والمعاصرة، بعد غد السبت، مجلساً وطنياً استثنائياً حاسماً للنظر في مصير إلياس العماري، الأمين العام المستقيل، وتدارس آفاق المستقبل بعد خيبة الأمل التي عاشها الحزب خلال المرحلة التي تلت الانتخابات التشريعية الماضية. وعلى بعد ساعات من المحطة التنظيمية عبر كل من حكيم بنشماش، عضو المكتب السياسي ورئيس مجلس المستشارين، وسمير أبو القاسم، القيادي بالحزب، والشاب المنحدر من الأقاليم الجنوبية عدي الهيبة، عن رغبتهم في الترشح لمهمة الأمين العام. وفي وقت أعلن القيادي عبد اللطيف وهبي دعمه لحكيم بنشماش من بين الأسماء المقدمة، قالت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني ل"الجرار"، إن "الأخير لا يتوفر على أي لجنة تُخول له استقبال ملفات الترشيحات الآن"، وإن "الأسماء الرسمية ستعلن داخل الدورة الاستثنائية". وأضافت المنصوري في تصريح لهسبريس: "هناك من أعلن ترشيحه على وسائل الإعلام، وهناك فقط من عبر عن رغبته؛ في حين تبقى الطريقة القانونية الوحيدة للترشح لمهمة الأمين العام هي أثناء انعقاد المحطة يوم السبت". العمدة السابقة لمدينة مراكش أوضحت أن "المحطة الاستثنائية ستناقش التقرير المنبثق عن الدورة السابقة والمصادقة عليه، مع تقديم توصيات، منها انتخاب الأمين العام"، وزادت: "إذا صادق المجلس على هذا التوجه سنمر مباشرة إلى انتخاب زعيم جديد للبام". وحول ما راج على بعض وسائل الإعلام من وجود صراعات خفية داخل الحزب على مهمة الأمين العام، نفت فاطمة الزهراء المنصوري صحة ذلك، وقالت: "لا توجد أي صراعات داخلية، بل على العكس يُظهر إعلان هذه الترشيحات الحيوية وروح الديمقراطية والرغبة في تحمل المسؤوليات داخل الحزب". واستطرت المنصوري: "ما هو مؤكد هو وجود رغبة كبيرة داخل الحزب للمضي قدماً بثاني قوة سياسية في البلاد نحو الأمام. والتشبث بوحدة الأصالة والمعاصرة هو ما يهمنا"، مشيرة إلى أن اختيار أعضاء المجلس الوطني للقيادة الجديدة "سيكون بطريقة ديمقراطية". ورداً على الأصوات التي ترفض استقالة العماري بداعي أن وجوده مرتبط بقوة الحزب، أوردت المنصوري أن "الأمين العام المستقيل هو أحد المؤسسين للبام، ويحظى بمكانة خاصة بين أعضائه، لأنه ساهم في البناء رفقة مجموعة من المناضلين الذين أعطوا الكثير؛ ولكن استقالته لا تعني رحيله عن الحزب، بل سيبقى مناضلاً بداخله". حظوظ حكيم بنشماش للفوز برئاسة الحزب تبقى قوية بالنسبة للمنصوري، والتي أكدت في تصريحها أنه "شخصية بارزة ومحترمة من طرف جميع أعضاء الحزب، بالإضافة إلى كونه رئيس الغرفة الثانية". مصادر هسبريس من داخل الحزب أكدت أن "سيناريو رفض المجلس الوطني الاستثنائي لتوصيات انتخاب الأمين العام الجديد واردة جداً، بالنظر إلى رفض عدد من الباميين رحيل العماري عن دفة الحزب؛ وهو الأمر الذي سيفرض حينها عقد مؤتمر وطني استثنائي".