قال البشير مصطفى السيد، القيادي الانفصالي وعضو ما يسمى "الأمانة الوطنية"، إن "الشعب الصحراوي سيدافع عن نفسه، في حال اجتياز المغرب المناطق العازلة المحددة بموجب خطة الأممالمتحدة للسلام بالصحراء"، مشيرا إلى أنه إذا تجرأت القوات العسكرية المغربية على كسر قرار وقف إطلاق النار فإن مليشيات تنظيم البوليساريو الانفصالي ستحمل السلاح. وأضاف البشير، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية، أن جبهة البوليساريو سترد على أي تحرك في حدود ما تستوجبه شروط الدفاع عن النفس، موضحا في السياق ذاته أن "هذه التحذيرات جاءت للرد على الادعاءات الخاطئة التي تروّج لها الحكومة المغربية بنية تبرير احتلالها المستقبلي لأراضي الصحراء الواقعة وراء الجدار العازل، في خطوة لانتهاك الحدود الفاصلة"، بتعبيره. وزاد المتحدث ذاته، الذي يشغل منصب ما يدعى "وزير شؤون الأرض المحتلة"، أن الصحراويين يحترمون بدقة شروط اتفاقية وقف إطلاق النار المصادق عليها بموجب خطة السلام سنة 1991، مردفا بأن جبهة البوليساريو تحترم هذا القرار الصادر عن منظمة الأممالمتحدة، لاعتقادها بأن هناك احتمالات أخرى من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع مع المغرب حول قضية الصحراء. وأشار القيادي الانفصالي إلى أن الجبهة لا تسعى إلى إثارة الحروب أو التهجم وتتفادى الوقوع في الإستراتيجية الاستفزازية التي تنهجها السلطات المغربية، في انتهاك صارخ لأحكام خطة السلام، داعيا في المنحى ذاته الأممالمتحدة والدول الغربية إلى "عدم الاستسلام للابتزاز الزائف للحكومة المغربية؛ لأن السماح لها بالتصرف في الصحراء سيثير حربا إقليمية"، على حد زعمه. والتمس عضو ما يسمى "الأمانة الوطنية"، خلال مؤتمر صحافي عقب مشاركته في لقاء نظم بجزر الكناري الإسبانية، من المنتظم الدولي "فرض التزام خطة السلام بالصحراء من أجل إجراء استفتاء تقرير مصير المناطق الصحراوية"، في وقت عبّر فيه كارميلو راميريث، مستشار التضامن الدولي بالحكومة المحلية للأرخبيل، عن دعمه لموقف تنظيم البوليساريو بخصوص نزاع الصحراء المغربية المفتعل. زعزعة استقرار المنطقة وفي سياق متصل أكد مركز التفكير الكولومبي "سيبيلاتام"، المتخصص في التحليلات السياسية والاستراتيجية بأمريكا اللاتينية، أن الاستفزازات التي تقوم بها "البوليساريو" بتيفاريتي شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية، تشكل انتهاكا للقرارات الأخيرة لمجلس الأمن. وأضاف المركز الكولومبي، أن الوضع بالمنطقة يبعث على القلق بسبب الممارسات التي قام بها الانفصاليون والتي تهدد السلام والأمن بالمنطقة، مؤكدا أن هذه الممارسات تشكل أيضا تحديا واحتقارا للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة ، مذكرا بأن هذه الأخيرة وجهت، مرة أخرى، تحذيرا للبوليساريو بشأن هذا الموضوع. وشدد المركز على أن "البوليساريو" تقوض، من خلال هذه الممارسات، السلام والأمن في منطقة غير مستقرة كالصحراء الكبرى التي تواجه إرهاب المجموعات السلفية، موضحا أن الجزائر، الغارقة في صراع شرس بين أطراف تتنافس على السلطة، توظف الانفصاليين لخدمة مصالحها الخاصة في المنطقة والتغطية على السخط الاجتماعي الذي يهز البلاد. وذكر تقرير "سيبيلاتام" بقطع المغرب مؤخرا لعلاقاته مع ايران بسبب الدعم العسكري الممنوح للانفصاليين عبر حليفها "حزب الله"، موضحا أن ايران كانت تعتزم، بالتعاون مع البوليساريو، فتح جبهة عسكرية جديدة في أقصى غرب العالم العربي والاسلامي من أجل تشجيع تواجد مجموعات ارهابية بالمنطقة، وتوسيع تأثيرها بإفريقيا جنوب الصحراء والمنطقة المغاربية. واعتبر التقرير أن شركاء الانفصاليين، الذين يبدون سخاءهم حينما يتعلق الأمر بمنح معدات حربية للانفصاليين، يتجاهلون مصير الصحراويين الذي يعيشون حالة من البؤس في مخيمات تندوف. وخلص مركز التفكير الكولومبي إلى أن تدخل الأطراف الخارجية في هذه القضية لا يشكل فقط تهديدا للسلام والأمن الوطني للمملكة، وإنما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة المغاربية وافريقيا جنوب الصحراء وحتى جنوب أوروبا وجزر الكناري.