شرعت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء في عرض "فيديوهات جنسية" تؤكد النيابة العامة أنها توثق لاعتداءات جنسية مارسها توفيق بوعشرين، مدير نشر صحيفة "أخبار اليوم"، في حق مجموعة من الصحافيات والعاملات لديه. وتحولت الجلسة المثيرة للجدل، التي استمرت إلى غاية الثانية والنصف من صباح اليوم الثلاثاء، إلى غليان كبير وتبادل للاتهامات بين دفاع المشتكى به، الذي رفض عرض الفيديوهات، ودفاع الطرف المدني. وبدأت الهيئة، التي يرأسها المستشار بوشعيب فارح، عرض الأدلة التي تتوفر عليها بشريطين للمشتكية "وداد. م"؛ الشيء الذي وتّر الأجواء وجعلها تخرج عن "الروحانية" التي تميز شهر رمضان إلى تبادل للسب والاتهامات بين عبد الصمد الإدريسي، دفاع المتهم، وعبد الفتاح زهراش، دفاع الطرف المدني. واحتج المحامي الإدريسي على عرض الفيديو، ودخل في نقاش حاد مع المحامي زهراش مخاطبا إياه بالقول: "أنت تدافع عن الأمن!"، ليرد عليه زهراش قائلا: "شرف لي الدفاع عنهم!". وظهرت المشتكية "وداد. م" وهي تحاول صد ناشر "أخبار اليوم" عنها ومنعه من ممارسة الجنس عليها، بعد لمسه مناطق حساسة من جسدها، وكانت تصده مخاطبة إياه: "هادشي ما قابلاهش!"، بينما كان هو يحاول جرها وسحبها نحوه، وفق إفادة مصادر هسبريس. وبحسب المعطيات نفسها، فإن الشريطين اللذين لم تتجاوز مدتهما ثلاث دقائق ظهرت فيهما المشتكية "وداد. م" وهي تبكي خلال محاولات المشتكى به الإمساك بها؛ الشيء الذي دفعه إلى التراجع ومدها بكأس ماء من أجل تهدئتها. وبالرغم من كون توفيق بوعشرين صرح أمام الهيئة بكون الفيديوهات المعروضة عليه مفبركة، وبأن الشخص الذي يظهر فيها ليس هو، إلا أن المشتكية أكدت أن التي تظهر هي نفسها، وأن الشخص الذي يظهر وهو يحاول الاعتداء عليها جنسيا هو المتهم نفسه. الهيئة عرضت، أيضا، تسجيلا سمعيا بصريا آخر يوثق ممارسة جماعية للجنس جمعت بين المشتكى به والمشتكيتين "أسماء. ح" و"سارة. ل"، بمكتب جريدته في مدينة الدارالبيضاء. وفي الوقت الذي أكدت فيه المشتكيتان أنهما الظاهرتان رفقة بوعشرين في الشريط المعروض، نفى الأخير ذلك، مؤكدا أن الأمر يتعلق بفبركة من أجل توريطه في هذه القضية. ودفع محامو الصحافي توفيق بوعشرين، بعد عرض الفيديوهات أمام المحكمة، بكون الأمر يتعلق بمشاهد فساد جنسي، اعتبره دفاع المشتكيات تأكيدا على وجود ممارسات جنسية بالرغم من كون المتهم ينفي ذلك. ومن المنتظر أن تواصل المحكمة، غدا الأربعاء، عرض باقي الفيديوهات التي بحوزتها، بالرغم من كون دفاع المشتكى به احتج على ذلك، بينما فضل دفاع المشتكيات التزام الصمت تفاديا للدخول في مناوشات تطيل مدة المحاكمة. وعبّر النقيب السابق محمد زيان، عضو هيئة دفاع توفيق بوعشرين، وهو ينتقض في وجه المحكمة، عن رفضه لهذه الخطوة، وخاطب رئيس الجلسة قائلا: "واش حنا في سينما باش نعرضوا فيديوهات؟"، مضيفا: "واش كلشي جاي باش يتفرج؟"، معتبرا في الوقت نفسه هذه الأشرطة مفبركة. وأطلق زيان، خلال مغادرته للقاعة ورفع الجلسة، العنان للسانه متفوها بكلمات مبتذلة، ودخل في حالة هيستيرية أمام وسائل الإعلام وهو ينفي كون الصحافي توفيق بوعشرين من يظهر في الفيديوهات التي يواجه بمحتوياتها.