توجد في كل بقاع العالم، وفي كل الثقافات والحضارات وعبر مختلف العصور، عيون تعتبر مقدسة؛ ولا تخلو منها معتقدات وثنية (عيون واحة سيوة قرب معبد آمون) أو ديانات سماوية (زمزم في الحرم المكي قرب الكعبة، عيون موسى الاثنتا عشرة بصحراء سيناء؛ عيون العذراء مريم في مختلف مناطق العالم المسيحي الكاثوليكي، وخاصة عين العذراء لورد Lourdes بفرنسا). عيون سيوة المقدسة كما هو معروف، توجد بواحة سيوة المصرية، التي لا يزال سكانها إلى اليوم يتحدثون بالأمازيغية، عيون كثيرة مشهورة. وهي أساس الحياة في تلك المنطقة الصحراوية المعزولة عن كل مناطق أخرى آهلة بالسكان. وهي رمز العلاقة الوطيدة بين الماء والحيوان والقداسة. وفي هذا الصدد يقول أحمد سراج: "إن هذه العلاقة الوطيدة بين الكبش والماء قد انعكست في الأسطورة التي نقلها Nigidius Figulu وHygin والمتعلقة بتشييد معبد الإله جوبيتر – آمون بواحة سيوة. إذ تحكي الأسطورة أن جيش ديونيسوس، الذي كان يتابع حملته في الصحراء، أصابه عطش شديد من جراء الجفاف، فقاده كبش إلى نقطة ماء، فكان أن قرر بناء المعبد في ذلك الموضع تخليدا لهذا اللقاء الإلهي. عن أحمد سراج، "حول استمرار أحد مظاهر الديانات المائية القديمة بمغرب العصر الوسيط"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، 1999 ص.162. *باحث في الأنثروبولوجيا