ردا على الدلائل التي قدمها المغرب بخصوص تورط السفارة الإيرانيةبالجزائر في تقديم الدعم والسلاح إلى جبهة البوليساريو الانفصالية، أطلقت الجارة الشرقية، ولو بشكل متأخر، حملة مسعورة يقودها وزراء وسياسيون ودبلوماسيون لدحض اتهامات الرباط. وبشكل لافت، ظهرت، خلال الأيام القليلة الماضية، مجموعة من الشخصيات الوازنة بالجزائر على وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية لمهاجمة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي. كما بات المسؤولون الجزائريون لا يفوّتون الفرصة لإقحام قضية الصحراء المغربية في صلب اهتماماتهم، حتى ولو كانت المناسبة بعيدة عن هذه المواضيع. السعيد بوحجة، الرجل الثالث في الجزائر ورئيس المجلس الشعبي الوطني، هاجم بقوة من داخل مؤسسة البرلمان الجزائري رئيس الدبلوماسية المغربية، معتبراً أن "اتهام الجزائر توريط إيران عن طريق حزب الله في قضية الصحراء الغربية هي مجرد ادعاءات لن تزحزح الموقف الثابت للجزائر بخصوص قضية الصحراء". وأورد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن "تصريحات بوريطة تُترجم الإخفاق والتضليل والافتراء، وعجز المغرب عن إقحام الجزائر مباشرة في النزاع"، ولفت إلى أن "حل القضية الصحراوية ينبغي أن تشكّل موضوع مفاوضات مباشرة بنية حسنة تحت إشراف الأممالمتحدة بين المملكة العربية وجبهة البوليساريو، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من الجانبين يضمن تقرير مصير شعب الصحراء المغربية". وشددت الجزائر على أنها ستواصل تقديم الدعم اللازم لقيادات جبهة البوليساريو، حيث تعهد السعيد بوحجة باستمرار بلاده في "دعم مخيمات تندوف في انتظار أن تجد هذه المسألة حلا نهائيا يمهد السبيل لعودتهم إلى بلدهم"، بتعبيره. في الصدد ذاته، جددت إيران على لسان بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، نفيها التهم الموجهة إليها. وقال المسؤول الإيراني: "إن الاتهامات التي وجهتها الحكومة المغربية ضدنا لا تخدم سوى أعداء الأمة الإسلامية". وأضاف الناطق باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفق ما نقلته وكالة مهر للأنباء، أن "المسؤولين المغاربة وبعد قطع علاقتهم بلا سبب وجيه يحاولون الآن إقناع الرأي العام.. لهذا، نشاهدهم، في الأيام الأخيرة، يجرون مقابلات ولقاءات صحافية من أجل تبرير سياساتهم". وحول اتهام المغرب لإيران بضلوعها في دعم جبهة البوليساريو من خلال تنظيم حزب الله اللبناني الشيعي، أورد بهرام قاسمي أن "مسؤولي المغرب، وخلال لقاءاتهم مع وزير خارجيتنا أو خلال مقابلاتهم التلفزيونية، لم يقدموا أي دليل لإثبات هذه المزاعم.. ولهذا، لم يستطيعوا حتى الآن أن يجدوا جوابا مقنعا للرأي العام والاتهامات الموجودة في هذا الملف". وأوضح المتحدث الرسمي: "بات الجميع يُدرك أن استمرار المغرب في ظل هذه الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية، لا سيما بعد قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بنقل سفارتها والمجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة، فإن هذه الاتهامات لا تنفع سوى أعداء الإسلام وتحرف الاهتمام على القضية الأولى للعالم الإسلامي وهي قضية القدس والأقصى الشريف".