مآسي الهجرة السرية نحو "الفردوس الأوربي" لا تنتهي. بالأمس فقط، أنقذ الحرس المدني الإسباني 16 مهاجرا سريا، ينحدرون من دول جنوب الصحراء، من موت محقق، في سواحل مليلية، بعد أن ألقت بهم "مافيا" في عرض البحر، حسب ما ذكرته وسائل إعلام إسبانية. وَهمُ إيصال المهاجرين السريين إلى الشاطئ الإسباني يلازم هؤلاء المغامرين بحياتهم، ظانّين أن "المافيات" تبحث عن مصالحهم. مليلية المحتلة، شاهد مركز المراقبة، يوم أمس الاثنين فجراً، مركبا يقترب من شاطئ "موركاس كولوراداس"، يحمل مهاجرين سريين، بينهم نساء، ألقى بهم القارب في البحر، تاركا إياهم وعائداً من حيث أتى. وحسب وسائل إعلام إسبانية، فالحرس المدني الإسباني قفز في البحر وأنقذ 16 شخصاً، بينهم نساء. وفي اتصال لهسبريس بمحمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أكد أن شبكات الاتجار بالبشر تنشط كثيراً في الشمال، وهي تقوم بتدريب مهاجرين على كيفية استعمال القوارب، مقابل عمولات مالية، مضيفاً: "لهذا السبب بالضبط تكثر عمليات الوفاة". وأشار بنعيسى إلى أن الطريقة الجديدة للهجرة السرية، المعتمدة من قبل هذه الشبكات، تقوم على تدريب أشخاص وإرسالهم على قارب يرافقهم قارب آخر تابع للشبكة، وبمجرد إيصالهم قرب شواطئ الضفة الأخرى، يرجع أعضاء الشبكة تاركين المهاجرين السريين هناك. ووضح أن "المافيات" التي تتاجر بالبشر وبالمهاجرين توجد في الفنيدق والناظور والحسيمة وطنجة، مؤكدا أن قضايا عديدة في هذا الصدد معروضة أمام محاكم الشمال. قناة "La Sexta" الإسبانية أوردت، في وقت سابق، أن 3400 مهاجر نجحوا في بلوغ السواحل الجنوبية الإسبانية خلال الأشهر التي مضت، والمغاربة والماليون يتصدرون قائمة المهاجرين القادمين من دول شمال إفريقيا، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة من السنة الماضية وبداية العام الجاري. كما يُذكر أيضا أن المعطيات الخاصة بدينامية الهجرة لشهر مارس 2018، والصادرة عن مرصد الشمال لحقوق الإنسان، تؤكد أن 60 في المائة من محاولات المهاجرين في الوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية تمت عن طريق قوارب الموت، مقابل 20 في المائة من المحاولات التي تمت عن طريق تجاوز السياجات الحدودية، الفاصلة بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، و20 في المائة كانت عن طريق وسائل أخرى. وأورد المرصد سالف الذكر في بلاغ صادر عنه في وقت سابق أن نشرة مارس عرفت مشاركة أزيد من 1190 مهاجرا ومهاجرة، في محاولة لتجاوز الحدود نحو مدينتي سبتة ومليلية، وشبه الجزيرة الإيبيرية، 94 في المائة منهم ينحدرون من دول جنوب الصحراء، و5 في المائة مغاربة و1 في المائة من جنسيات أخرى من بينهم جزائريون. *صحافية متدربة