قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالاستغناء عن خدمة مصطفى الموهري، خطيب الجمعة بمسجد إبراهيم الخليل بمدينة سلا، لتكرار "مخالفاته لضوابط "دليل الإمام والخطيب والواعظ" ولتعرضه في خطبة أخيرة لمواضيع من اختصاص مؤسسات أخرى بحكم القانون". وتعود تفاصيل القضية، حسب المعطيات المتوفرة، إلى خطبة يوم الجمعة 4 ماي الماضي، حيث تناول الخطيب بمسجد إبراهيم الخليل، وهو مدرس متقاعد، "غلاء الأسعار وعلاقته بحملة مقاطعة عدد من المنتوجات الاستهلاكية"، حيث تقول مصادر إن "الخطيب المعزول دأب على التطرق إلى ارتفاع أسعار بعض المنتوجات الغذائية الأساسية كلما اقترب شهر رمضان ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها عن غلاء الأسعار"، فيما اعتبرت وزارة الأوقاف الأمر خروجاً عن ضوابط "دليل الإمام والخطيب". وأورد مصدر من وزارة الأوقاف لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "الخطيب الموقوف له من هذا القبيل انزلاقات سابقة، اعتذر عنها والتزم بعدم تكرارها من قبيل التوجه إلى الأحزاب السياسية بالكلام في خطبة عيد الفطر ليوم فاتح شوال 1438 الموافق ل26 يونيو 2017، إضافة إلى أن الوزارة وضعت فيه ثقتها بإرساله في بعثة تأطير إلى الخارج، فقال أمام جمهور بالمسجد كلاما مسيئا لبلده". وتفاعلا مع خبر عزله عن الخطابة، أصدر "تلامذة ومحبو الخطيب في مواقع التواصل الاجتماعي" رسالة، توصلت بها هسبريس، مفادها "نشهد للأستاذ الفاضل بجهوده المعروفة في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة الملتزمة بالوسطية والاعتدال المحترمة لثوابت الأمة بالمملكة المغربية ولم يعرف عنه إلا الذب عن قيمنا الإسلامية الصحيحة وهويتنا المغربية الأصيلة". وأضافت الرسالة: "كما نشهد له بمحاربته للتطرف والتشدد في صفوف الشباب فكم من شاب نجا بسبب مواعظه من براثن الفكر الدخيل التكفيري وكم من تدخل له أوقف به أبواب الفتنة بحكمته المعهودة مما جعله محبوبا في صفوف عامة الناس صغيرهم وكبيرهم". وأعلن أصحاب الرسالة أن قرار التوقيف "قرار ظالم اعتمد على وشاية كاذبة مفادها أن الأستاذ تناول موضوع المقاطعة وهو عن هذا براء براءة الذئب من دم يعقوب، فنحن شهود أثناء الخطبة أنه تناول أحكام التجارة ووصايا بعدم الاحتكار قبيل شهر رمضان وهي نفس الخطبة التي يلقيها فضيلته كل عام على مقربة من هذا الشهر الكريم". ولم يكن قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتوقيف مصطفى المهري، خطيب مسجد "إبراهيم الخليل" بسلا، الوحيد من نوعه؛ بل سبقته قرارات عزل كثيرة، أشهرها قرار توقيف يحيى المدغري، خطيب مسجد "حمزة بن عبد المطلب" بسلا، ، بسبب تناوله لحراك الريف. كما كانت الوزارة ذاتها أوقفت، منذ سنتين، عمر العروش، الخطيب بمسجد "الحاج عبد الرحمان" بالحي المحمدي في الدارالبيضاء، بسبب اتهامه ب"استهداف اليسار" و"الدعوة إلى عدم التصويت له في الاستحقاقات الانتخابية ودعم حزب العدالة والتنمية.