أغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها اليوم الأحد في تونس عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي وسط إقبال ضعيف للناخبين على أول انتخابات بلدية تشهدها البلاد خلال فترة الانتقال الديمقراطي منذ عام 2011، تاريخ "ثورة الياسمين". وبحسب تقارير المنظمات المراقبة للانتخابات، بلغت نسبة مشاركة الناخبين في المتوسط 25 بالمائة من بين أكثر من خمسة ملايين ناخب مسجل. ويمثل الرقم انتكاسة لمسار الانتقال السياسي في البلاد ولأداء الأحزاب السياسية بشكل خاص. ولم يكن الوضع على هذا الحال في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أعقبت الثورة عام 2011 والانتخابات الرئاسية والتشريعية عام 2014 حيث تجاوزت نسبة المشاركة 60 بالمئة. وعزت منظمات من المجتمع المدني هذا العزوف إلى أداء الطبقة السياسية التي لم تحدث تغييرات على الأرض فيما يرتبط بالتنمية ومكافحة الفساد. وبدت بعض مراكز الاقتراع في تونس العاصمة وضواحيها خالية من الناخبين. وقالت هيئة الانتخابات إن مكتب الاقتراع في منطقة برج الخضراء، أقصى جنوبتونس وسط الصحراء، عرف اقبالا بنسبة صفر بالمئة. كما أغلق عدد من مكاتب الاقتراع في مناطق حدودية غرب البلاد عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي لدواع أمنية. وشهدت العديد من مراكز الاقتراع اليوم حالة من الفوضى في التنظيم، بحسب تقارير الملاحظين المنتشرين في كافة الدوائر الانتخابية. واضطر فرع هيئة الانتخابات في مدينة المظيلة التابعة لولاية قفصة إلى إغلاق مكاتب الاقتراع في المدينة وعددها ثمانية، بسبب عدة خروقات. ومن المتوقع أن تحدد هيئة الانتخابات موعدا جديدا لإجراء انتخابات جزئية في المدينة. وقال رئيس الهيئة محمد المنصري إنه سيجري اعادة الانتخابات في المظيلة خلال فترة لا تتجاوز 30 يوما من تاريخ اعلان النتائج الاولية والمقرر يوم 9 آيار/مايو الجاري. وتنافست في الانتخابات البلدية 2074 قائمة انتخابية، تضم أكثر من 53 ألف مرشح، للفوز بعضوية المجالس البلدية في 350 دائرة بلدية في البلاد.