رسائل نمطية وأخرى مسيئة لكرامة النساء تطفو على الساحة الإعلامية والحقوقية بين الحين والآخر على قنوات القطب العمومي، وأخرى تجتاح الإعلام البديل على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد الجدل الذي أثاره برنامج "صباحيات دوزيم" بتخصيصه فقرة "ماكياج" لإخفاء آثار العنف على وجه النساء المعنفات، أثار إشهار لإحدى شركات المنتجات الغذائية استياء عارماً عبّر عنه ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تدوينات تستنكر إهانة الشركة للمرأة المغربية من خلال الإشهار الموسوم ب"باغي نتزوج"، ودفع جمعيات نسائية حقوقية إلى التنديد بما وصفته ب"تكريس دونية المرأة في الإعلام"، واعتبارها سلعة للترفيه والتدبير المنزلي، معدة للتسويق، لتحقيق أهداف اقتصادية محضة. أمينة الخرشاف، منسقة المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام وممثلة جامعة ابن طفيل داخل المرصد، أبْرزت، في تصريح لهسبريس، أنّ "وسائل الإعلام المغربية تضرب عرض الحائط كل المجهودات التي تقوم بها النساء وطموحاتها، وحصر أدْوارها في المطبخ والأسرة والطفل، وتشكك في قدرة النساء على التوفيق بين المهام في المجالات المهنية والخاصة، والأداء الجيد لجميع الأدوار التي تتقلدها في المجتمع". واعتبرت منسقة المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام أنّ "التلفزة تُكرس الصور النمطية للمرأة، ولا تُواكب التطورات التي يعرفها المجتمع، وتقلد المرأة مناصب سامية في كل القطاعات"، داعية إلى "تكريس سياسة المُساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام". وعلى مستوى الإعلام البديل، تُبرز الخرشاف أنّه من الصعب جداً رصد ما يقع في الفضاء الأزرق على مدار الساعة، وقالت "الإعلام الرسمي وجب عليه اتخاذ هذه البادرة من أجل تصحيح هذه الصورة وتغيير العقليات الذكورية، التي ستنعكس بشكل إيجابي على الإعلام البديل". ودعت منسقة المرصد إلى تكثيف المجهودات على جميع الأصعدة، مشددة على دور البرامج التعليمية في تغيير العقليات، وتابعت في حديثها للجريدة: "المرصد تنحصر مجالات تدخله في الرصد والتحليل والتتبع ثم الترافع؛ لكن تغيير العقليات يتطلب تكاثف الجهود على جميع الأصعدة، وبتعاون كل القطاعات". وأشارت الخرشاف إلى أنّ المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام، الذي تمّ تأسيسه منذ ثلاث سنوات بعد مخاض عسير، ينكب على إصدار أول تقرير له حول "صورة المرأة في الإشهار"، حيث عمل المرصد على رصد مختلف الإشهارات المغربية التي تكرس دونية المرأة خاصة في وقت الذروة.