التأم العشرات من أفراد الطائفة اليهودية المغاربة المقيمون بالمغرب والخارج، أمس الخميس بقرية آيت بيوض (حوالي 80 كيلومترا من الصويرة)، وذلك إحتفاء بموسم الولي "رابي نسيم بن نسيم". ويجتمع في هذا الموسم، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية السادس من ماي الجاري، أفراد من الطائفة اليهودية المغاربة المقيمون بالعديد من دول العالم من بينها كندا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وتونس إلى جانب إخوانهم بالمغرب. رئيس دور العبادة بالجنوب سيمون ليفي، أبرز مظاهر الأخوة والتسامح التي يتسم بها الشعب المغربي بكل مكوناته بقيادةالملك، داعيا أفراد الطائفة اليهودية المغاربة بالخارج إلى القدوم إلى المغرب "مسقط رأسهم والمتشبعين بثقافته، والاستثمار في هذا البلد الجميل، لما يتمتع به من قيم التسامح والاستقرار وباعتباره دولة الحق والقانون". من جانبه، ذكر رئيس الطائفة اليهودية لمراكش والصويرة جاكي كادوش، باحتفال هيلولة الذي يعد تقليدا عزيزا على هذه الطائفة، بالنظر لكونه يشكل إحدى التظاهرات الأصيلة للطائفة اليهودية المغربية. وأشار إلى أن "اليهود المغاربة يشعرون اليوم بالحرية والاطمئنان، وهم أقوياء بتراثهم"، مبرزا أن "هناك اليوم وعي وحرية فكرية وفضول مفعم بالأمل في عيش مشترك أفضل بين جميع معتنقي الديانات السماوية، مما يفرض على الأجيال الصاعدة حمل المشعل لحماية تراثنا". عامل الإقليم من جهته، أبرز الطابع الاستثنائي للمغرب، أرض السلام والتسامح والعيش المشترك والذي تلتقي فيه الإنسانية جمعاء بغض النظر عن اختلاف الديانات والثقافات والأعراق، بفضل رؤية الملك محمد السادس. وأضاف أن مدينة الصويرة التي تعبق بالتاريخ، تظل حاملة لواء الانفتاح والتعايش بين الثقافات والديانات، منوها بالعمل المبذول على مستوى المدينة من قبل العديد من الشركاء، ضمنهم جمعية الصويرة موغادور لحماية والنهوض بالتراث اليهودي المغربي الذي يعد أحد الروافد الأساسية للهوية المغربية المتعددة. من جهته، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي محمد منغيط، على روح التعايش والانفتاح والاحترام وحسن الجوار، التي ميزت على الدوام العلاقات بين مختلف الطوائف بالمغرب، مشيرا إلى أن المملكة تشكل استثناء في مجال العيش المشترك، في عالم مضطرب وعرضة للعنف ورفض الآخر.