عندما أعلن الأستاذ حسن الحسني العلوي قرار حرق نفسه يوم الثلاثاء 11 أكتوبر بعد انتهاء الندوة الصحفية التي سينظمها حزب البديل الحضاري بالرباط اتصلت به لثنيه عن هذا القرار. غير أن كل حجاجي وجدلي اصطدم بإرادة صلبة لا تلين. الإعلان عن هذا القرار ليس بالشأن الهين، فالرجل عضو مؤسس ونائب الأمين العام لحزب البديل الحضاري، قضى أكثر من عقد من الزمن في سجون النظام المغربي وأفرج عنه بمقتضى العفو العام سنة 1994. والرجل حاضر أيضا بقوة في المجال الجمعوي والحقوقي. يكفي أن نشير إلى أنه عضو مؤسس للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف وعضو مجلسه الوطني منذ التأسيس وهو حاليا عضو مكتبه التنفيذي للولاية الثانية. أن يعلن رجل بهذا الحجم قراره بحرق نفسه يعكس حالة الانسداد التي وصل إليها الوضع السياسي بالمغرب وحالة الإفلاس التي طالت اختيارات السلطات المغربية. إذ الأستاذ حسن العلوي ليست له أية مطالب شخصية رغم التضييق الذي طال رزقه منذ الإعلان الجائر عن حل حزب البديل الحضاري. إنه يثير الانتباه بشكل عام إلى مظلومية شعب بكامله صادرت السلطات المغربية حقه في الحرية والكرامة ويثير الانتباه إلى مظلومية حزب البديل الحضاري الذي ساهم في تأسيسه وقيادته. مظلومية حزب البديل الحضاري ليست مسألة وصل فقط بل هي أيضا: - مصادرة الحق في المواطنة، - مصادرة الحق في التنظيم، - إغلاق مقرات الحزب بدون وجه حق ومصادرة ممتلكاته لحد الآن، - مصادرة منازل وشقق خاصة لأنها كانت في وقت من الأوقات مقرات لحزب البديل الحضاري ومصادرة ما كان بداخلها من أثاث وما زال الأمر ساريا لحد الآن، - الاستنطاق التعسفي وترهيب القيادات المحلية الإقليمية للحزب غداة اعتقال قياديين من قيادة الحزب، - التضييق على هذه القيادات المحلية من طرف الأجهزة الأمنية، - الترهيب والترويع الذي طال أسر مناضلي ومناضلات الحزب. لهذه الأسباب كلها قرر الأستاذ حسن الحسني العلوي حرق نفسه. سيرة مقتضبة للأستاذ حسن حسني العلوي - من مواليد 2 مارس 1960 بالدارالبيضاء - انخرط في الشبيبة الإسلامية مذ كان تلميذا في الإعدادي وعاش مختلف تفرعاتها فيما بعد - اعتقل يوم 05/06/1983 من منزل والديه حيث اقتيد إلى درب مولاي الشريف المعتقل السري حيث قضى سبعة شهور وعشرة أيام حيث مورست عليه مختلف أشكال التعذيب وقضاها معصوب العينين ومقيد اليدين. - حوكم مع مجموعة 71 الإسلامية حيث صدر في حقه حكم بالسجن النافذ لمدة عشرين سنة قضى منها احد عشرة سنة من الإعتقال متنقلا بين السجن المدني اغبيلة بالدار البيضاء والسجن المدني بآسفي والسجن المركزي بالقنيطرة ثم المركب السجني عكاشة، قضاها في النضال من اجل التخفيف من حدة الظروف السجنية التي كانت تحكمها ظهائر تعود إلى عهد الحماية ظ : 1935حيث كل شئ يذكر بإنسانية الإنسان ممنوع. - أفرج عنه بمقتضى العفو العام سنة 1994 ضمن مجموعة من المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي - التحق بجمعية البديل الحضاري حيث أصبح عضو مكتبها وكاتبا لعمود بجريدة الجسر - ثم أسس حزب البديل الحضاري مع إخوانه ،حيث كان ضمن اللجنة التحضيرية لهذا الحزب وتحمل مسؤولية مواكبة التأطير القانوني للعملية التأسيسية باعتباره عونا قضائيا حيث تكلف بكل ما يمس الجانب القانوني والتوثيق لعملية الإيداع لدى السلطات المحلية لإقامة الحجة ، فضلا عن التدقيق في القانونين الأساسي والداخلي وايجاد الصيغ التوافقية. - عضو مؤسس للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف وعضو مجلسه الوطني منذ التأسيس وهو حاليا عضو مكتبه التنفيذي للولاية الثانية. - من فعاليات المؤتمر القومي الإسلامي بالمغرب - أسس العديد من الجمعيات واللجان نذكر منها : لجنة الوفاء للمعتقلين السياسيين، لجنة المطالبة بإطلاق سراح ما تبقى من المعتقلين السياسيين، الائتلاف الوطني من اجل ترشيد الحقل اللغوي بالمغرب وهو حاليا عضو مجلسه الوطني، منظمة حريات الإعلام والتعبير وهو حاليا عضو مكتبها التنفيذي، الائتلاف من اجل الحق في الولوج إلى المعلومة، جمعية التواصل والتنمية، عضو المنتدى المغاربي التابع لمركز مدى، عضو خلية التكفل بالمرأة والطفل بدائرة المحمدية التي تضم مختلف القطاعات وجمعيات المجتمع المدني، عضو المجلس الجهوي للمفوضين القضائيين بالدارالبيضاء، ناشط حقوقي ومشارك في العديد من المؤتمرات الوطنية والدولية وموقع على العديد من العرائض والنداءات كإعلان البيضاء من اجل الديمقراطية ،ورسالة إلى اوباما، ونداءات بيئية... *معتقل سياسي سابق