أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، كلوديا فيداي، أن العلاقات المغربية الأوروبية تمر من فترة حرجة، لكن ذلك لا ينفي تمسك الشريكين ببعضهما. وذكرت بالاتفاقيات التي جمعت بين الطرفين في مجال الفلاحة والصيد البحري، إذ تعود اتفاقية الصيد البحري إلى أزيد من ثلاثين سنة، بينما جعلت الاتفاقيات في المجال الفلاحي من المملكة أول مصدر للخضر والفواكه إلى أوروبا بنسبة تصل إلى 64%، مضيفة أن الشراكة الاقتصادية عموما التي تربط بين الطرفين تقوم على مبدأ حسن الجوار، وتعود إلى ستينيات القرن الماضي. وفي اللقاء المفتوح الذي انعقد بHEM بالرباط حول "أفق العلاقات التاريخية بين المغرب والاتحاد الأوروبي"، والذي استضاف سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، عرجت فيداي على تاريخ العلاقات بين الطرفين، قائلة إنها همت جميع المجالات، السياسي منها والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني. وأكدت أن الأولويات التي تشغل الطرفين حاليا تشمل، بالإضافة إلى الوصول إلى اتفاق حول بروتوكول الصيد البحري، مسألة الهجرة وتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب وتعزيز الحكامة الجيدة، معتبرة أن دستور 2011 خلق آفاقا جديدة للتعاون المغربي الأوروبي. وقالت السفيرة إن طبيعة العلاقة بين الجارين كالعلاقة داخل الأسرة الواحدة، تمر من لحظات عصيبة، لكنها لا تعصف بوحدة الأسرة وتماسكها، معتبرة أن المغرب بحكم قربه الجغرافي من أوروبا كانت له الأولوية دائما في الاستفادة من برامج الدعم، وفي عقد الشراكات مع الاتحاد الأوروبي، وأن الأخير متمسك بشراكاته الإستراتيجية مع المملكة. وذكرت السفيرة استفادة المغرب سنويا من دعم مهم على شكل هبات من المؤسسات الأوروبية، من أجل مساعدته على تطبيق سياسات ترتبط بالحكامة الجيدة، وتحقيق المساواة بين المواطنين، وتحسين ظروف العيش. ومن بين هذه البرامج ذكرت فيداي استفادة المملكة من دعم بملايير الدراهم لتحقيق كل من محطة نور للطاقة الشمسية، ونظام التغطية الصحية راميد، وبرامج التنمية القروية، إضافة إلى المشاريع التي تهدف إلى تحسين البنى التحتية ووسائل النقل، مع ذكر الدعم المخصص للطلبة والبحث العلمي، مشيرة إلى أن الدعم المقدم للبلاد يفوق الدعم المخصص لتونس وليبيا ومصر مجتمعة. وفي ما يخص مستقبل الشراكة الاقتصادية، أضافت فيداي أن المغرب طلب من الاتحاد الأوروبي ترخيصا لتصدير الدواجن، وتمت مراقبة سلامة وجودة هذه الدواجن من طرف خبراء أوروبيين، ومن المرتقب أن يحصل في المستقبل القريب على هذا الترخيص الذي سيمكنه من تصدير الدواجن، ليس إلى دول الاتحاد الأوروبي فقط، بل إلى كل أنحاء العالم. *صحفية متدربة