أعطيت الانطلاقة للدورة الأولى من "جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم-الإيسيسكو للتطوع في تطوير المنشآت التربوية في العالم الإسلامي"، الخميس بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط. وأوضح خليفة السويدي، عضو مجلس أمناء الجائزة، أن هدف الجائزة ليس ماديا، بل "تشجيع المحسنين على تشجيع التعليم"، داعيا إلى وَقف مساجد أو مصليات أو مراكز إسلامية بهدف التعليم، معتبرا أن "الوَقف في مجال التعليم في هذه الظرفية مهم جدا". وأضاف السويدي أن الجائزة موجهة للشخصيات والهيئات التطوعية والمؤسسات الخيرية التي ترعى بناء مؤسسات التعليم في الدول العربية الإسلامية، وشبّهها ب"رسالة شكر" لمن يطورون ويخدمون المنشآت التربوية. وشدد المتحدث على أن تطوير التعليم أمر أساسي، وذكر أن الرؤى تلاقت حول هذه الجائزة من أجل "خدمة قضية تطوير مؤسسات التعليم بالدول الإسلامية بالنسبة للدول الإسلامية التي تحتاج إلى هذا الدعم". بدوره، ذكر عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، أن قيمة الجائزة تصل إلى 300 ألف دولار، ستقدم لثلاثة فائزين كل سنتين، وأضاف أن المجال الذي تغطيه الجائزة هو الدول ال 57 المشاركة في منظمة التعاون الإسلامي. وتأسف التويجري لتآكل الأوقاف التي كانت تغطي جوانب كبيرة، كالمستشفيات ورعاية الأيتام ودور العجزة، وأوضح أن "إحياء الوقف سيكون أمرا مهما في الجانب التعليمي، لأن أصحاب الأموال كثر في العالم الإسلامي وهم مطالبون بالإنفاق لدعم التعليم والصحة وليُحَبِّسوا جزءا من المال للمجتمع". وأضاف أن "بيل غيتس وحده خصص ثلث أمواله للأعمال الخيرية"، مقارنا ما يقوم به غيتس من أعمال خيرية ب"ما كنا نقوم به من قبل" من أعمال وقف وحبس خيرية، قبل أن يستدرك: "بل أحسن". واسترسل التويجري في حديث عن الراهن العربي قائلا: "نحن في عالم مختلف، لا نقول إن الحكومات هي وحدها المسؤولة، فالمجتمع المدني يصحح اعوجاج الحكومات، وإن تُرك العمل للحكومات وحدها لا يمكن أن يحدث إلا ما حدث". وبعدما أبدى أسفه لحال "العديد من المؤسسات التي ليست في مستوى العملية التربوية الجيدة"، أكد أن نجاح التعليم مرتبط ب"مراجعة المناهج مراجعة جادة، وإعداد المعلمين إعدادا كاملا". مدير الإيسيسيكو قال أيضا إن التلميذ اليوم يجب معاملته ك"كنز سيبني المستقبل وإلا لن يكون مستقبلنا متطورا وسعيدا"، وأضاف موضحا أن "استقطابات العنف عندنا حدثت بسبب أخطاء سياسية، ثقافية، وتعليمية"، ووصفها بالمأزق الحضاري الذي يبدأ مخرجه ب"التعليم، لتخريج أجيال مفيدة لمجتمعها ومنفتحة على العالم".