يعيش المئات من المرضى الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية في حالة رعب؛ بعد اختفاء دواء "ديمازول"، الذي يجب تناوله بشكل دائم للحفاظ على عمل هذا العضو الحيوي، من صيدليات المملكة. وأكد أحد المرضى أنّ الدواء بدأ في النفاد تدريجيا منذ شهرين في مختلف الصيدليات، خصوصا بعد إعلان وزارة الصحة عزمها تخفيض أسعار بعض الأدوية، وقال: "استشرت العديد من الأخصائيين في الغدد، الذين أكدوا أنّ "ديمازول" هو الدواء الوحيد لعلاج الغدد في المغرب؛ لكن مع الأسف فهو غير متوفر منذ أزيد من شهرين في الصيدليات". وأكد مهنيو قطاع الصيدلة أن هناك عجزا كبيرا في إمدادات دواء الغدة الدرقية في مجموع المراكز الصيدلية عبر تراب المملكة؛ وهو ما يهدّد حياة المرضى خاصة النساء منهم. وقالت طبيبة صيدلانية، في حديثها لهسبريس، إن "استمرار هذا النقص سيؤثر على الحالة الصحية للمرضى، الذين يجدون صعوبة في توفير حاجياتهم الأساسية من هذا الدواء الذي يتم استيراده من الخارج". وديع الزرهوني، مسؤول بمديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة، أكّد أنّ الدواء متوفر؛ لكن بنسب قليلة نظرا لاضطراب في التمويل، مؤكدا في حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ديمازولّ يعد الدواء الوحيد لعلاج الغدة الدرقية، وبإمكان المرضى الحصول عليه بطلب من الصيدليات؛ لأنّه لا يتم توزيعه كسائر الأدوية الأخرى". وأبرز المسؤول نفسه أن نقص دواء "ديمازول، الذي تتكلف أحد المختبرات باستيراده من الخارج، يظل ظرفيا"، مؤكدا أن "الأمور ستعود إلى نصابها ابتداء من الشهر المقبل، وسيتم تزويد المراكز الصيدلية بكميات كافية من شأنها الاستجابة إلى حاجيات المرضى". وتتحكم الغدة الدرقية، حسب متخصصين، في جميع عمليات التمثيل الغذائي بالجسم، ويعد فرط نشاط تلك الغدة (إفراز كميات زائدة من الهرمونات التي تتحكم في استخدام الطاقة) من المشاكل الأكثر شيوعاً والذي يتعرض لها هذا العضو المهم في جسم الإنسان، والتي تؤدي إلى فقدان في الوزن وعدم انتظام ضربات القلب وقلة وصعوبة النوم وارتعاش اليدين وارتفاع ضغط الدم.