ركزت الصحف الصادرة اليوم الخميس ببلدان أوربا الغربية على عدة مواضيع من بينها النتائج المتواضعة التي أسفر عنها مؤتمر المانحين لمساعدة سوريا وبلدان المنطقة الذي احتضنته بروكسل وكذا المشاورات الجارية بإيطاليا لتشكيل الائتلاف الحكومي بالإضافة إلى استقالة رئيسة جهة مدريد كريستينا سيفوينتيس على خلفية اتهامات بالحصول بطريقة احتيالية على شهادة ( الماستر ) وكذا سرقة بعض مستحضرات التجميل إلى جانب ملف التهديدات المرتبطة بالأسلحة النووية والكيميائية في عالم اليوم فضلا عن موضوع الخلاف بين الرئيسين الفرنسي والأمريكي بخصوص الملف النووي الإيراني . ففي بلجيكا علقت الصحف على النتائج المتواضعة التي أسفر عنها مؤتمر المانحين لمساعدة سوريا وبلدان المنطقة الذي احتضنته بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء تحت الرئاسة المشتركة للاتحاد الأوربي والأممالمتحدة. وكتبت صحيفة ( لوسوار ) تحت عنوان " أموال أقل للمساعدة الإنسانية الموجهة للسوريين " أن المنظمين أصيبوا بخيبة أمل في وقت كانوا ينتظرون فيه الحصول على هبات بقيمة 9 مليار دولار، أي أكثر من دورة 2017 التي قدمت خلالها الدول المانحة 6 مليار دولار. وفي السياق ذاته،أكدت صحيفة ( ليكو ) في مقال تحت عنوان " المانحون يجدون صعوبة في التعبئة من أجل سوريا " أن " المجموعة الدولية المجتمعة ببروكسل وعدت أمس الأربعاء بمبلغ 4ر4 مليار دولار لمساعدة ملايين اللاجئين السوريين في 2018، غير أن هذه الحصيلة " لا ترقى إلى الانتظارات "، موضحة أن الأممالمتحدة أعلنت عن الحاجة إلى 5ر3 مليار دولار كمساعدة إنسانية لسوريا و6ر5 مليار لدعم اللاجئين في البلدان المجاورة. بدورها، اعتبرت جريدة ( لاليبر بلجيك ) أنه لا زال هناك نقص في الوسائل، مذكرة أن الأممالمتحدة لم تنجح السنة الماضية في تعبئة سوى نصف حاجياتها من الأموال، علما أن المؤتمر الأول حول سوريا ببروكسل كانت الجهات المانحة قد وعدت خلاله ب 5ر7 مليار أورو بالنسبة لهذه المرحلة. وفي ألمانيا تمحورت اهتمامات الصحف كذلك حول نفس موضوع مؤتمر بروكسيل للمانحين بشأن سوريا وكذا زيارة إيمانويل ماكرون للولايات المتحدةالأمريكية . وسجلت صحيفة "نويه اوسنابروكر تسايتونغ" أن " البؤس والمعاناة في ساحة المعركة في سوريا وضواحيها لا يقاسان " مشيرة إلى أن الملايين " اضطروا إلى الفرار ، وينتظر عدد لا يحصى من الناس في الجوع والبؤس ، وهناك حاجة إلى مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية لسوريا كما لم يحدث من قبل". وأعربت اليومية عن اسفها لكون التعهدات هي أدنى من تلك الخاصة بعام 2017، مبرزة الحاجة الى مساعدة مكثفة في إعادة الإمار، لأنه بخلاف ذلك ، تظل سوريا مكانا لزرع اليأس ، وبالتالي ، بؤرة للعنف والإرهاب. ومن جانبها ترى صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن مرة كل سنة ، تتاح الفرصة لممثلين من جميع أنحاء العالم ، لإراحة ضمائرهم قليلا، بمساعدة المال الذي يتم تخصيصه لسوريا للتقليل على الأقل من أسوأ معاناة لضحايا الحرب، منوهة بكون ألمانيا على الأقل - وهي بالفعل واحدة من أكبر المانحين - خصصت مليار أورو إضافية كمساعدة لسوريا والبلدان المجاورة التي تأوي مهاجرين. وفي تعليقها على زيارة ماكرون للبيت الابيض، كتبت صحيفة "باديشه تسايتونغ" أن ماكرون عانى من كل شيء يجب أن يتحمله أي مسؤول في زيارته، الكثير من المصافحة ، الكثير من التربيت على الظهر ،العديد من القبلات لم يرها المرء في البيت الأبيض لفترة طويلة " . وأضافت اليومية أن "ماكرون يريد بناء علاقة مستقرة مع ترامب، لكن هذا الأخير يعتقد أن أية علاقة سياسية هي عمل تجاري في حد ذاته وبالتالي قابلة للتفاوض مرة أخرى ، إذا كانت المصالح تملي. فإن ماكرون قد ينتهي خالي الوفاض ". أما في إيطاليا ، فقد انصب اهتمام الصحف على مشاورات حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي لتشكيل ائتلاف حكومي وقالت صحيفة ( لاريبوبليكا ) في مقال بعنوان "انقسام الحزب الديمقراطي قد يفشل الحوار "،إن هذا الأسبوع الذي ينتظر الإعلان فيه عن ائتلاف حكومي بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي ، سيكون حاسما بالنسبة لهذا الأخير ، إذ من الممكن أن يتغلب فيه على انقساماته الداخلية ويشرع في التفاوض مع خمس نجوم للعمل سويا أو الرجوع إلى الوراء والتموقع في المعارضة . و أضافت الصحيفة أن الأمين العام بالنيابة للحزب الديمقراطي ماورينتسيو مارتينا أكد أن قرار البدء في "عمل مشترك" مع خمس نجوم لتشكيل الحكومة سيتم حسمه خلال اجتماع الإدارة الوطنية للحزب المرتقب عقده يوم 2 ماي المقبل. و أشارت إلى أن بدء الحوار مع خمس نجوم لا يعني بالضرورة أن الحزب الديمقراطي سيتفق على بعض المقترحات الاقتصادية التي قد تكون موضع خلاف يطيل أمد المشاورات وقد ينهيها دون التوصل إلى اتفاق ، وهو ما يجعل الغموض يكتنف مفاوضات هذا الأسبوع بين زعيم الحركة لويجي دي مايو والأمين العام بالنيابة للحزب الديمقراطي ماورينتسيو مارتينا . ومن جانبها اعتبرت صحيفة (لاستامبا) أن المحور "الأكثر إلحاحا" في المفاوضات الأولية بين الحركة والحزب الديمقراطي هو البرنامج الاقتصادي الذي يقترح من ضمن أمور أخرى زيادة الضريبة على القيمة المضافة ابتداء من فاتح يناير 2019 ، والتي قد تؤثر بشكل كبير في حال إقرارها على الاقتصاد وبالتالي على حياة الإيطاليين. وأضافت الصحيفة أنه من المرجح أن يتم تمديد مدة مهمة رئيس مجلس النواب الذي كلفه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بتقصي فرص التوفيق بين الحركة والحزب الديمقراطي ، غير أن الفشل في الاتفاق قد يضع ماتاريلا أمام "خيارات لا رجعة فيها" و في مقدمتها تنصيب "حكومة الرئيس". وبالنسبة لصحيفة (كوريري ديلا سيرا) فإنه ليس لدى حركة خمس نجوم أي مصلحة في إظهار معارضتها للسياسة الاقتصادية، فهي تتطلع إلى التحالف مع الحزب الديمقراطي للخروج من المأزق السياسي وتفادي ما قد يكون أسوء . وأشارت إلى أن الانقسام في صفوف الحزب الديمقراطي لن يخدم مشاورات تشكيل حكومة جديدة المعقدة والصعبة . وفي إسبانيا ركزت الصحف على إعلان رئيسة جهة مدريد كريستينا سيفوينتيس ( الحزب الشعبي ) أمس الأربعاء عن استقالتها على خلفية اتهامات بالحصول بطريقة احتيالية على شهادة ( الماستر ) وكذا سرقة بعض مستحضرات التجميل بأحد المتاجر الكبرى عام 2011 . وقالت كريستينا سيفوينيتس ( 54 سنة ) في ندوة صحفية تلت خلالها بيان استقالتها " كل أعمالي وكل حياتي أصبحت موضع تساؤل " مشيرة إلى أنها ضحية حملة " مغرضة " بعد نشر مقطع فيديو يظهر فيه أحد عناصر الأمن وهو يطلب منها فتح حقيبة يدها في متجر . واعتبرت أن هذا الحادث مرتبط ب "خطأ لا إرادي" تم تصحيحه على الفور . وكتبت صحيفة ( أ بي سي ) في مقال تحت عنوان " الاستقالة المفروضة " أن سيفوينتيس تخلت عن رئاسة جهة مدريد بعد " فضيحة " شهادة الماستر و " سرقة " مستحضرات تجميل من أحد المتاجر . وأضافت الصحيفة أن أحد المقاولين " عرض هذا الملف على العديد من وسائل الإعلام مقابل عدم إثارة قضايا لها ارتباط بإيغناسيو غونزاليس " الرجل الثاني السابق في جهة مدريد الذي يوجد رهن الاعتقال في سياق قضية اختلاس . ومن جهتها قالت صحيفة ( لاراثون ) إن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي أجبر سيفوينتيس على الاستقالة بعد بث الفيديو الخاص بحادث السرقة بأحد المتاجر الذي يعود إلى عام 2011 مشيرة إلى أن رئيس الحكومة بصدد البحث عن خلف لهذه المسؤولة بشرط أن لا يكون مقربا منها أو من المسؤولة السابقة بنفس المنصب إيسبيرانسا أغيري . ومن جانبها أكدت صحيفة ( إلموندو ) في مقال تحت عنوان " فيديو مهين احتفظ به منذ 2011 يضع حدا لمسار سيفيونتيس " أن ماريانو راخوي الذي أرغم رئيسة الجهة السابقة على الاستقالة هو نفسه رئيس الحكومة المركزية ورئيس الحزب الشعبي الذي سيختار الشخصية التي ستعوض سيفيونتيس في هذا المنصب . ومن جهتها خصصت صحيفة ( البايس ) مقالا حول نفس الموضوع تحت عنوان " نهاية سيفوينتيس تترك الحزب الشعبي فاقدا للمصداقية ويتجه نحو الانحراف " . أما في سويسرا فتساءلت الصحف حول مدى التهديدات المرتبطة بالأسلحة النووية والكيميائية في عالم اليوم. وكتبت صحيفة "تريبيون دي جنيف" أن إيران تخلت عن برنامجها النووي العسكري من خلال المفاوضات ، للحصول على رفع جزئي للعقوبات المفروضة عليها. وأضافت أن الغرب اختار الدبلوماسية لتشجيع إيران على الخروج من عزلتها والانفتاح ، متسائلة "ماذا سيكون سيناريو الغد إذا رفض الرئيس الأمريكي التوقيع على اتفاق يلزم بلاده أو قام بتغيير بنوده". ومن جانبها،أكدت صحيفة "لوتون" أن المنظمات غير الحكومية تنتقد بشكل متزايد الدول في وقت يزداد فيه خطر الصراع النووي بشكل كبير مشيرة إلى أنه بالرغم من الالتزام بتخفيض ترساناتها ، فإن القوى النووية هي في طور تحديثها بالمليارات. أما صحيفة "فانت كاتر أور"، فتطرقت الى تعبئة المجتمع المدني الدولي ضد التسلح النووي، مشيرة في هذا الصدد الى حركة رؤساء البلديات وغيرهم من دعاة السلام الألمان، الذين يطالبون بسحب كامل للأسلحة النووية في ألمانيا ، ووقف تحديث ترسانات الأسلحة النووية وحظرها . وركزت الصحف الفرنسية على الخلاف بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والامريكي دونالد ترامب، بخصوص الملف النووي الايراني ، اذ كتبت صحيفة (لوموند) انه على الرغم من خلافهما ، تحدث الرئيسان عن اتفاق جديد حول التسلح النووي ترفضه ايران جملة وتفصيلا. وأضافت الصحيفة أنه بعد أن وقفا على خلافهما بشأن الاتفاق النووي الايراني الذي تم التوقيع عليه بين البلدان الخمسة الاعضاء الدائمين بمجلس الامن والمانيا وايران، اكد ماكرون وترامب إرادتهما للتوصل الى اتفاق جديد لكنهما ظلا بعيدين عن تناول مضمون المفاوضات التي يرغبان في بدئها والتي قد تصطدم بمعارضة ايران. وقالت الصحيفة إن السلطات الفرنسية تشاطر غالبية انشغالات واشنطن، مبرزة ان الخلاف بين البلدين هو قبل كل شيىء خلاف تكتيكي يتعلق بوسائل الرد. ومن جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) أن ماكرون الذي يوجد في زيارة للولايات المتحدةالامريكية يحاول توجيه ترامب الذي يهدد بفرض عقوبات اقتصادية على طهران إذا لم يتم تشديد بنود اتفاق 14 يوليوز ،لكي يتخذ موقفا معتدلا ، مضيفة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يرفض أي تعديل للاتفاق. وقالت الصحيفة إن هذا هو الموضوع الحارق لزيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون للولايات المتحدةالامريكية مشيرة الى انه في مواجهة تهديد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران ، دعا الرئيس الفرنسي الى مفاوضات جديدة مع إيران.