لم تتوقف حالة القلق بسبب المواجهات في عدة مواقع قرب السياج المحيط بغزة عند القادة العسكريين في إسرائيل، وما يمثله ذلك من تهديد أمني بالنسبة إليهم. ولم تتوقف عند المستوى السياسي الإسرائيلي الذي بات يشعر بالقلق ويجد نفسه في زاوية الدفاع عن النفس في مواجهة الانتقادات الدولية تجاه قتل وإصابة الجيش الإسرائيلي أطفالا وصحافيين ومدنيين خلال قمعه "مسيرات العودة" في غزة. فقد دخل على الخط أسلوب مقاومة فلسطيني جديد بات مثارا للقلق لدى المزارعين في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وكذلك لخدمات المطافئ الإسرائيلية التي عليها أن تواجه هذا الأسلوب. فبزجاجات حارقة ومواد قابلة للاشتعال ربطها متظاهرون بطائرات ورقية خلال "مسيرات العودة" بغزة، وأطلقوها تجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع، تسببت بإحراق مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والأحراش استولت عليها إسرائيل من الفلسطينيين، حسب ناشطين. صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية وصفت الابتكار الفلسطيني بأنه "هجوم الطائرات الورقية"، وقالت إن "الإرهاب الجديد القادم من غزة تسبب بأضرار لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية". ونقلت "يسرائيل هيوم" عن مستوطنين يقيمون قرب السياج المحيط بالقطاع، قولهم إن بعض هذه الطائرات الورقية الحارقة سقطت في حدائق منازلهم لكنها لم تتسبب بحريق.. بعد". ونقلت الصحيفة عن مستوطن من "ناحل عوز" قوله إنه لاحظ بعد ظهر أمس السبت طائرة ورقية مشتعلة وهي تسقط في حديقته؛ لكنها كانت قد احترقت بالكامل لدى وصولها الأرض ولم تسبب أي ضرر". وقال المستوطن المدعو "ران"، "الآن يتم النظر للطائرات الورقية من باب الفضول فقط، فهي مجرد طائرة ورقية لا تشكل تهديدا؛ لكنها عندما تسقط في حقل القمح المقابل أو في حديقة منزلي وهي مشتعلة فسيكون الوضع مختلفا". ونقلت "يسرائيل هيوم" عن يعكوف غاباي، قائد منطقة النقب الغربي في خدمات المطافئ، قوله إن الحديث يدور عن هجوم تسبب بإحراق المئات من الدونمات الزراعية والحرجية، وهو هجوم بدأ قبل عشرة أيام من غزة، يستخدمون فيه طائرات ورقية تحمل زجاجات حارقة ومواد قابلة للاشتعال، والخسائر الكبيرة وقعت في غابة قريبة جدا من السياج الحدودي مع القطاع. وقال مسؤول الزراعة في "كيبوتس باري" (مستوطنة تعاونية زراعية)، إن الطائرات الورقية الحارقة، ظاهرة جديدة، تسببت بحرائق في الأسبوعين الأخيرين فاق عددها عدد الحرائق طوال العام الماضي.. وأضاف أنهم عادة ما يكونون في حالة استنفار في موسم الحصاد الذي يأتي في الصيف، لكن مع ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة القادمة من غزة، زادت حالة الاستنفار بشكل كبير. وبدأ آلاف الفلسطينيين منذ أربعة أسابيع بالتظاهر يوم الجمعة تحديدا، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، تحت شعار"مسيرات العودة"، واجهها الجيش الإسرائيلي بالرصاص الحي؛ وهو ما تسبب في استشهاد العشرات. ووصل عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي، منذ بداية مسيرة العودة في 30 مارس الماضي، إلى 39 فلسطينيًا؛ فيما أصيب الآلاف بجراح. *وكالة أنباء الأناضول