اعتبر طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة في "كلية سانت أنتوني" بجامعة أكسفور ببريطانيا، أن العالم في زمن العولمة، "لم يعد يشهد مواجهات وتوترات بين السياسات والإيديولوجية"، بينما يشهد الآن "صراع حضارات وقيم"، وقال طارق رمضان، خلال محاضرة له احتضنتها جامعة الأخوين مساء الخميس الماضي، حول موضوع "الوهم وصراع الثقافات"، نظمها نادي الثقافة والفن الإسلامي، بالتعاون مع نادي طلبة العلوم الاجتماعية، ونادي التعدد الثقافي، وأندية أخرى، -قال-، "التحدي الآن أمامنا هو كيفية مواجهة التصورات والتوترات التي تسود العالم"، ويرى المتحدث أنه "في خضم تنوع الثقافات، علينا أن نرجع لأنفسنا ونسأل من نحن بالضبط، -اللغة، التاريخ، الحدود-"، واعتبر أن تلك الركائز هي الكفيلة "بمعرفة من نحن"، كما استغرب المحاضر إلى اللجوء إلى المفكرين الغربيين للإجابة على عدد من الأسئلة والقضايا، مؤكدا أنه "قليلا ما نرجع إلى الثقافة الإسلامية لمعرفة ما تقول حول مختلف القضايا المتداولة". واعتبر طارق رمضان أن "الرجوع إلى الحضارات الأخرى، من دون علم بما تعني، قد يعتقد أن هناك صراع تصورات وليس حضارات"، وقال "فما علينا الآن إلا أن نبدأ في مراجعة أفكارنا"، "وإذا تكلمنا عن التنوع فهو شيء موجود في الإسلام وفي إنسانيتنا، ومن آياته خلق السماوات الأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، ليخلص المحاضر إلى أن "التنوع هو جوهر إنسانيتنا، وعلينا أن نتحلى بالتسامح، وليس التسامح فقط، بل بالاحترام، لأنه أعمق من التسامح"، وحسب المتحدث دائما، فإن "التسامح هو القبول بالاختلاف مع الآخر، لكن الاحترام هو قيمة للتعايش"، كما أن "الاحترام يعني معرفة الآخر وليس تجاهله". من جهة أخرى اعتبر طارق رمضان، أن "التنوع غنى"، مستدلا بالآية القرآنية، "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين"، وهو ما اعتبره يخلق توازنا في القوة، كما أن "الأمة في حاجة إلى التنوع، وفي حاجة أكثر إلى الاحترام المتبادل، والاحترام قيمة إنسانية مشتركة". وشدد المحاضر أيضا على أن حوار الثقافات مطلوب، ولكن "لا يجب أن ننسى أننا لا نتعامل مع أديان كأديان، ولكن مع مخلوقات إنسانية، وهنا يدخل مفهوم القوة بين الثقافات"، ويرى طارق رمضان، أن التعامل مع مثل هاته القضايا، يجب أن يستند إلى المفهوم الفلسفي، بمعنى "الإيمان بإنسانية الإنسان". [email protected]