أكد عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن المغاربة المتواجدين بمختلف بقاع العالم يتحصلون على أفضل المراكز والمسؤوليات، نظرا لكفاءتهم، إذ تمكنوا من أن يصبحوا فاعلين بقوة في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لعدة دول كبرى في العالم. وأضاف الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في كلمة له في أشغال الجامعة الربيعية التي تنظمها وزارة الجالية، بمدينة بني ملال، بشراكة مع مجلس الجهة، وجامعة السلطان مولاي سليمان، أن الجامعة تأتي في إطار التعليمات الملكية الرامية إلى دعم الروابط المتينة التي تجمع المغرب بأبنائه المتواجدين بمختلف بلدان العالم، مسجلا أن الوزارة في وقت سابق كانت تكتفي بتنظيم جامعة صيفية واحدة فقط، لكنها في الوقت الراهن تمكنت من تنظيم جامعة ربيعية تستقطب 560 شابا، بعد عقدها شراكات مع مختلف الجامعات المغربية. وأورد بنعتيق أن الوزارة تدرس عقد جامعات مماثلة للجيل الأول من المهاجرين الذين أحيلوا على التقاعد، بعد أن تفانوا في عملهم، وحان الوقت كي يتعرفوا على بلدهم عن قرب، خصوصا أن علاقتهم بالبلد الأم كانت لا تتجاوز شهرا من العطلة، وكذلك من أجل تلمس حجم التقدم الكبير الذي يعرفه المغرب على عدة أًصعدة، مثل البنيات التحتية وغيرها، وكذا إطلاعهم على المسار الديمقراطي الذي باشرته المملكة. ودعا بنعتيق، في معرض حديثه، إلى تعزيز ثقافة اللوبيات الإيجابية، عبر خلق تنسيقية وآلية تنظيمية تجمع الطلبة المغاربة بالخارج للدفاع عن مصالح المغرب، كما هو حاصل بالنسبة لقطاع المحامين الذين تمكنوا من تأسيس هيئة للمحامين المغاربة على مستوى العالم، وأصبح بإمكان المغرب الاعتماد عليهم في مختلف القضايا. واستعرض الوزير الاتحادي، أمام الطلبة الحاضرين من مختلف الجامعات الدولية، مستجدات قضية الصحراء، وطبيعة الصراع مع جبهة البوليساريو المدعومة من طرف الجزائر، مشددا على أن مغاربة العالم عليهم أن ينخرطوا في مسلسل التعبئة على المستوى الدولي، من خلال المساهمة في الإعلام والوقفات المضادة لتحركات الجبهة أمام السفارات العالمية. ووجه بنعتيق رسائل قوية إلى جبهة البوليساريو والجزائر، إذ أكد أن الإجماع الوطني الحاصل وراء الإرادة الملكية لن يسمح بالتنازل عن شبر من الصحراء المغربية؛ "فرغم فرض الحرب لمدة 16 سنة على المغرب لم تتمكن القوى المعادية للمملكة من نزع الصحراء عن مغربها، لأن هناك إرادة صادقة لدى المغاربة قاطبة للحفاظ على القوة الجنوبية للمملكة المغربية". وطالب بنعتيق بضرورة مشاركة مغاربة العالم في تدعيم انخراط البلاد في الإسلام المعتدل والسمح الذي أصبح العالم كله يتقاطر على المغرب من أجل استيراده، خصوصا أن المملكة كانت منذ زمان أرضا لتعايش مختلف الديانات والثقافات. من جهته أوضح ابراهيم مجاهد، رئيس جهة بني ملالخنيفرة، أن مجلس الجهة حاضر بقوة في هذه المبادرة، من أجل دعم الطلبة المغاربة المتواجدين بالمهجر، ومساعدتهم عبر مِنَح لمتابعة الدراسة في أسلاك الدكتوراه والماستر، إن هم أرادوا مواصلة دراستهم بالمغرب؛ وذلك من أجل ترسيخ القيم المغربية وتعزيزها لدى الطلبة. وأضاف مجاهد أن مجلس الجهة، ومن خلال شراكته مع الوزارة، سيحدث مركزا جهويا للمغاربة المقيمين بالخارج، بمبلغ مالي قدره 50 مليون درهم، يهدف من خلاله إلى توطيد العلاقة أكثر مع مغاربة العالم، ومساندتهم في كل المحطات والمناسبات، مردفا بأن الجالية المغربية هي خير سفير للمغرب بالعالم، ما يفرض دعمها لتمتين العلاقات بين البلدان المضيفة والمغرب.