حتى نهاية الحقبة العزيزية نسبة لمولاي عبد العزيز الذي كان يحب الدرجات أكثر من حبه للمُلك كانت ظهائر التوقير والإحترام سارية المفعول 0 كان بإمكان أي شخص يمتلك هذا الظهير أن يصول ويجول في الإيالة الشريفة 0 في عهد العاهل الحسن الثاني و محمد السادس تغير الظهير ببطاقة بيضاء توزع حسب درجات وحسب حساسيات الشخص وقربه من البلاط الملكي 0 فقد تابعنا أن المظهري الذي قتل بكاثم صوت في مدينة ماربيا كيف كان يوزع هذه البطائق التي بمجرد الحصول عليها بإمكان حاملها أو الذي يشهرها في وجه أي كان أن تلبى طلباته باستعجال مضيفا إليها تلك العبارة الصغيرة لاكارت ديال سيدنا 0 "" كم عدد هذه البطائق البيضاء التي لا تنتهي صلاحيتها ؟ وما مدى قانونيتها في دولة تحترم نفسها؟ 0 فإلى جانب هذه البطائق البيضاء وظهائر التوقير انضاف إليها شيء آخر ، صور مواطنون مغاربة يحملون في ترحالهم صورة مع العاهل الراحل أو مع العاهل المغربي محمد السادس أو مع أحد أفراد الأسرة الحاكمة أو مع أحد المقربين من البلاط أو مع أحد الجنرالات ، فيشهر الصورة في وجهك ويردد تلك العبارة الصغيرة شوفني راني مع الملك ديال البلاد واش ما كتخافش على بلاصتك ؟ 0 فيلتزم الموظف أو الإطار الصمت وينكمش على نفسه وذلك بتلبية رغبة حامل الصورة لأنه ببساطة يحمل المقدس معه 0 بل انضاف إلى هؤلاء جيوش من العاطلين يحملون رسائل من ولي العهد السابق والعاهل المغربي الحالي إلى ولاة العملات بتوظيف حامل هذه الرسائل في أقرب الفرص مع التحايا الملوية والطابع الشريف 0 بل تعد الأمر أبعد من ذلك بأن اجتمع ثلة من هؤلاء وأسسوا الجمعية الوطنية لحاملي الرسائل الملكية للضغظ أكثر لتلبية مطالبهم بحق الشغل 000 ولأن هذه البطائق والرسائل والظهائر والنسب الشريف الملكي لها نصيب واحد شوية ديال القانون فيها باعتبار من يصدرها هو أمير المؤمنين ، فإنها تجد صدى لها داخل المجتمع المغربي وكيف يمنحها مساحة وحجما أوسع وذلك بإضافة الهالة عليها وبتقبيلها كما جرت العادة حين يقرأ مستشارو الملك رسائله ويقبلونها في البداية والختام 0 فهذه البطائق 000 التي تعتبر في نظر البعض نصوصا قانونية مستترة في حقل الديمقراطية المغربية ، لايعلو عليها ، فالأنسة مريم بن جلون سليلة أحمد مجيد بن جلون أشهرت ألبوم صورها مع العائلة المالكة وكيف أن الطفلة مريم التي كانت لاتعرف دروب الغبرة والشمة والتنفاح لها صور جميلة مع العاهل محمد السادس ، سبحان الله ، في تلميح شديد بأن الطفلة التي أضحت شابة ومدمنة على الكوكايين داست بفرامل سيارتها الفخمة شرطية مغربية هشمت عظامها 0 فنحن في الديمقراطية المغربية 0 آه فقد نسيت جزئية صغيرة ليكتمل المشهد فقد صفعت شرطيا آخر آثناء مزاولته لوظيفته 0 واكتفى المكتفون في التصريح في مثل هذه المناسبات بالتذكير بأن هذه الشخصيات من الأعيان بالتعبير المخزني ومن الشخصيات النافذة في الدولة التي لايسري عليها قانون المملكة الشريفة 0 فقد قتل ابن العنصر مواطنا بسيارته في جبة الفجر وهو لم يصحو بعد من ثمالته الثقيلة ليرتكن الدوسي ملف القضية برمته في أحد الأركان المهملة 0 هذه الأركان المهملة هي التي يختفي أمامها وخلفها المقدس وكل ما من شأنه والبطائق البيضاء وألوانها المختلفة والرسائل المولوية وظهائر التوقير والإحترام والصفحات المطولة للنسب الشريف عند البعض دون غيرهم 0 هذه الأركان المهملة هي التي تعلو على سلطة القانون أمام غطرسة أصحابها وعلو شأنهم فوق كل مسطرة قانونية 0 المهم أنهم مواطنون خارجون عن سرب المواطنة المغربية والقوانين المغربية 0 هذا جانب من جوانب أخرى من الشجرة المغربية ، فقد أصدر كل من القاضيين الفرنسي باتريك راماييل والإسباني بالتازار غارسون مذكرتي بحث في حق خمسة شخصيات مغربية نافذه في الدولة وأسرارها ، يتعلق الأمر بالجنرال بن سليمان ، القادري 000 وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد أصدرت لائحة بأسماء شخصيات 22 شخصية عسكرية ومدنية والتي ارتكبت مجازر في حق أبناء الشعب المغربي في مااصطلح عليها بسنوات الجمر والرصاص وما بعدها000 فهذه الشخصيات هي الأخرى خارج أسوار القانون المغربي والدولي وخارج كل الأعراف المدنية حتى نسمع فقط خبر مثواهم الأخير في صفحة الوفيات 0 فكل من القاضيين الفرنسي والإسباني ومعهما الجمعيات الحقوقية والمجتمع المدني المغربي سيقضمون أصابعهم غيضا و فقسة بينما الأخرون يفتخرون بما قدموه في خدمة أهل البيت 0 في كل مرة ينتابني ذاك الشعور أن المغاربة لايقرأون التاريخ إلا لماما فيكفي أن نتأمل نصوصا تاريخية تمتلئ بظهائر التوقير والإحترام ومقارنتها بالبطائق الملكية لنعرف أن السلسلة الغدائية للسلطات الحاكمة ظلت على نحوها وأن ما تغير هو فقط أساليب الإشتغال ومهارته الكبيرة في الضحك على ذقون المغاربة 0 وإلى عجب عجاب ومقال آخر بحول الله