قال فريق بحث دولي، إنهم طوروا اختبارا للدم يتنبأ بخطر تطور الإصابة بمرض السل قبل ظهور أعراضه بعامين، لدى الأشخاص الذين يعيشون مع شخص مصاب بمرض السل النشط. الدراسة قادها باحثون بجامعة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا، ونشروا نتائجها اليوم الجمعة في دورية (American Journal of Respiratory and Critical Care Medicine) العلمية. وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يعيشون مع شخص مصاب بمرض السل النشط هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، إلا أن حوالي 5 إلى 20 % فقط من المصابين بالسل غير النشط يصابون بالفعل بالسل النشط. وأضافوا أن فحص الدم الذي يتنبأ بتطور مرض السل النشط، ويقي أعدادا كبيرة من الأشخاص الأقل عرضة للخطر، من تناول العلاج الوقائي غير الضروري، غير متوافر حاليا. وبحسب الفريق، يقيس الاختبار الجديد للدم مستويات التعبير الجيبي لأربعة جينات تعرف باسم "RISK4"، يمكنها التنبؤ بشكل أكثر دقة بتطور السل النشط لدى المرضى، وهذه الجينات مرتبطة بالاستجابات الالتهابية. وقام فريق البحث بتسجيل حالة 4 آلاف و466 من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، بينهم 1098 حالة لديهم مرض السل النشط، وسمحوا للباحثين بتسجيل أفراد أسرهم الذين لم يكن لديهم مرض السل في مرحلته النشطة، وذلك في 3 دول هي جنوب إفريقيا وغامبيا وإثيوبيا. وقال البروفسور جيرهارد والزل قائد فريق البحث: "لقد وجدنا أن هذا الاختبار يتنبأ بخطر التعرض للسل النشط، قبل سنتين من بداية المرض لدى من يعانون عدوى السل غير النشط". وأضاف البروفسور: "نأمل أن تتمكن عيادات الرعاية الصحية الأولية من استخدام مثل هذا الاختبار، ومن ثم ستكون المواد الكاشفة متاحة بسهولة بهذا الشكل، على غرار الاختبارات المستخدمة حاليا لتشخيص السل". وأشار إلى أن "العلاج الوقائي الذي يستمر لعدة أسابيع له آثار جانبية محتملة، لكن هذا الاختبار الجديد يحدد فقط الأشخاص الذين يمكنهم تناول تلك العلاجات الوقائية، لوقايتهم من خطر التعرض لمرض السل النشط". وفي مارس 2018، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مرض السل يودي بحياة ما يصل إلى 5 آلاف شخص يوميا، وأنه يعتبر بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة في جميع أنحاء العالم. وأوضحت المنظمة أن العدد التقديري لحالات الإصابة بالسل بلغ 10.4 ملايين حالة على الصعيد العالمي عام 2016، وتوفي من جراء الإصابة به 1.8 مليون شخص. أما إقليم شرق المتوسط، فقد بلغ العدد التقديري لحالات الإصابة بالسل 766 ألف حالة، وتوفي بسببه 82 ألف شخص في العام نفسه.