نحتت دينا أقصبي اسمها بحروف بارزة في "لائحة المؤثرين" عبر منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، معتمدة في بلوغ هذه المكانة على جمع "الثورة الإلكترونية" بما راكمته من خبرات مهنية. امتد مسار الشابة ذاتها بين المغرب والإمارات قبل أن تسكن العالم من خلال الاستقرار بين ثنايا "الشبكة العنكبوتية"، حتى صار حضورها مرتبطا بآخر صيحات المنتجات الموجهة إلى النساء، بوجود مفصلي ل"المايك آب". فاسوالدارالبيضاء رأت دينا أقصبي النور قبل ربع قرن من الحين في مدينة فاس، وفي قلب المملكة المغربية تدرجت تعليمي، وبها كبر طموحها بالسير نحو نجومية تريدها. لبثت الشابة نفسها في العاصمة العلمية طيلة السنوات ال18 الأولى من ربيع عمرها، ثم تحركت نحو مدينة الدارالبيضاء لتعزيز المسار المهني الذي اختارته. وتقول دينا: "توجهت إلى العاصمة الاقتصادية من أجل العمل مع وكالات الإشهار المتوفرة هناك بكثرة"، ثم تزيد: "حلمت منذ صغري بشهرة تتيح لي الوجود بين الناس، والدارالبيضاء منحتني هذه الفرصة". اتصل أداء أقصبي خلال هذه المرحلة، التي استطالت على شهور عديدة، بكم وافر من علامات "ماكياج" شهيرة وعينة من عروض الأزياء الحاملة بصمات مصممي ذائعي الصيت. إلى إمارة دبي دخول "ابنة فاس" مؤسسة الزواج دفعها إلى التحرك نحو دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا المدينة العالمية دبي، دون أن يسفر هذا التغيير في جعلها تحيد عن طموحاتها. الهجرة إلى دبيّ كانت بتفاهم مطلق مع رفيق حياتها، حيث ابتغيا فتح فضاءات أرحب أمامهما، والإقبال على حزمة الفرص التي تتيحها هذه البيئة الخليجية للراغبين في الكد في سبيل التطور. "الخيار حسم بناء على رغبة في خدمة مساعي التقدم مهنيا، وأيضا التواجد في فضاء جغرافي يتيح التعرف على ثقافات عالمية متنوعة، وقبلة لأجناس متعددة"، تعلق دينا. على الأنترنيت بدأت أقصبي معاملاتها المهنية في دبي بالتعاطي مع شركة شهيرة لمواد التجميل، مواظبة على ذلك سنتين كاملتين، ظافرة بخبرة في هذا المجال متحصلة إشهادا من المؤسسة عينها. وتشدد دينا على أنها خدمت توجهها بالانخراط الفعال في التواصل الاجتماعي منذ تسارع وتيرة التحديثات الرقمية العابرة لقارات العالم، حريصة على جمع ذلك بالخبرة في التجميل للوصول إلى الإشعاع. قررت المتخصصة في مستجدات الجمال الاستقلال بأدائها عبر العمل لحسابها الخاص، مراهنة على الأنترنيت، لتلاقي هذه الخطوة إشادات متابعيها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. وتعلق أقصبي: "كنت أتلقى أسئلة تهم تدخلاتي في أكثر من مجال، خاصة الصحة والجمال، ولذلك احتفظت بالتواصل الاجتماعي مع تأسيس مدونة مؤثرة، تدل الناس على منتجات تليق بالاستعمالات التي تفضي إلى نتائج ينشدونها". تقييم الأداء تقر المغربية المستقرة في دبي بأن الأداء المهني الذي تقوم به لم يكن سهلا، خاصة أنه يرتبط بفضاء الإمارات العربية المتحدة المنفتح بشكل كبير على كل العالم. وتفسر دينا بقولها: "قد يكون مثل هذا العمل سهلا في وطني الأم، لكن الأمر مغاير في الإمارات التي تشهد وجود أسماء شهيرة تختص في مثل ما أقوم به، وتنال متابعات كثيرة على النت". ترد أقصبي النجاح الذي حققته، في العالمين الواقعي والافتراضي، إلى تشبثها الدائم بالاجتهاد من أجل الظفر بقلوب الناس، منشغلة بذلك على مدار الساعة، مواظبة على مراكمة المستجدات ومشاطرتها مع المجتمع، حاصلة على انتباه أفراده. "أبتغي التقدم أكثر فأكثر كخبيرة تجميل ووجه إعلامي، وحاليا أضع اللمسات النهائية على علامة تجميل خاصة بي سأطلقها في الأسواق، دون استثناء لترويجها بالمغرب"، تكشف دينا أقصبي. سهل ممتنع باستحضار ما مرت به، تشدد المغربية المقيمة في الإمارات على أن الفعل المتصل بالاغتراب لا يمكن أن يرتبط بالسهولة، مثلما اتخاذ القرارات الصائبة بالرحيل عن الوطن لا يمكن أن يتم باعتماد الاستسهال. وترى دينا أن الهجرة ترادف الخروج من فضاء مريح نحو آخر يغيب عنه الأهل والأصدقاء والمقربون، وعن حالها تورد: "خوض التجربة مع زوجي خفّف عني تأثيرات رحيلي خارج المغرب". توصي أقصبي المفكرين في الهجرة بوجوب الحسم انطلاقا من إقناع أنفسهم بسداد هذه الخطوة، وترتيب الخطوات المأمولة ذهنيا قبل محاولة البصم عليها عمليا، ثم اختيار فضاءات استقرار مساعدة مثل الإمارات العربية المتحدة. خبيرة الجمال تقول: "التعرف على من سبقوا إلى الهجرة يختصر الزمن في تحقيق الاندماج، والتعرف على تجاربهم يوفر إجابات حاسمة"، ثم تختم: "الهجرة أعتبرها سهلا ممتنعا مطروحا أمام الجميع".