يعتبر نوفل جلّال مساره الشخصي والمهني مرتكزا على جرعة مزيدة من الحظ الجيد، ولا يتردد في إعلان نفسه موفقا في البصم على خطوات حياتية تحفز على بذل متنامٍ في الجدية. جلال بلغ عامه الثامن من الاستقرار في الإمارات مسؤولا في شركة "بيبسي كو"؛ مديرا عاما لفرع البلاد ورئيسا للقطاع التجاري بدول مجلس التعاون الخليجي في المأكولات التي تنتجها المؤسسة نفسها. ذكريات في فاس ولد نوفل جلاّل في مدينة الرباط، بينما احتضنت فاس، في فضاءاتها المتنوعة بشقيها المعاصر والعتيق، طفولته ومراهقته وجزءا من بداية مرحلة الشباب الخاصة به. "كانت أياما جميلة، ككل وقت أمضيته في بلدي المغرب، جعلتني أقضي أبهى أيام الصبا في حي الأدارسة، وانخرطت حينها في حياة مفعمة بالأنشطة المتنوعة"، يتذكر جلاّل. ويقول الإطار نفسه إن العاصمة العلمية لازمت، بناء على ما يحتفظ به من الماضي، مرتعا للتحركات الثقافية التي واكب عددا كبيرا منها، زيادة على المبادرات الاجتماعية. بثانوية "مولاي سليمان" نال نوفل جلاّل شهادة الباكالوريا، بينما "فاس سايس" احتضنته عمله جمعويا، مثلما لاح شاعرا في مجلة "الجواهر" التي لم تعد تصدر حاليا، ومراسلا لصحف وطنية من فاس. تطور مستمر التحق المغربي المستقر في الإمارات، أواسط تسعينيات القرن الماضي، بثاني فوج يلج "جامعة الأخوين" في مدينة إفران، متحصلا على الإجازة في "إدارة الأعمال"، صيف سنة 1999، متخصصا في المالية والتجارة الدولية. عمل جلّال شهورا قليلة في شركة "بروكتر أند غامبل" بالمغرب، ويعتبر أنه ذو حظ سعيد لتصادفه مع وجود عرض للالتحاق بفرع المملكة العربية السعودية، في "شركة أبو داود" المسؤولة عن القطاع التجاري للمؤسسة هناك. "كنت بين مجموعة صغيرة يشكلها 4 أشخاص جرى انتقاؤهم لهذا المستوى من الأداء، وقد تنقلت إلى السعودية، تحديدا بمدينة جدّة، للإمساك بمهمة المبيعات في تجربة استمرت 3 سنوات"، يكشف الإطار التدبيري المغربي. واكب نوفل جلّال طموحه الأكاديمي بالتقدم لنيل منحة "فولبرايت" العالمية، وأتاح له قبول ملفه الدراسة بجامعة بوسطنالأمريكية، والتخرج منها ب"ماستر" في إدارة الأعمال، متخصصا في التسويق. التزامات اليوم عاد جلال، بعد استيفاء تكوينه الجديد في الولاياتالمتحدة، إلى الوطن الأم، إذ قضى 4 سنوات في المغرب ضمن شركة "بيبسي كُو"؛ بين الأطر التي كانت وراء عودة منتوجات المؤسسة إلى المملكة. الأداء الجيد للإطار المالي ذاته جعله ينال ترقية نقلته إلى مملكة البحرين، ممارسا مهامه في المنامة لمدة عادلت 30 شهرا، ثم استفاد من ترقية ثانية للتحرك نحو دبيّ. يستقر المنتسب إلى فئة "مغاربة العالم" في الإمارات العربية المتحدة، منذ سنة 2010؛ لكنه يقضي الوقت متنقلا بين مكتبه في دبي وآخر في العاصمة السعودية الرياض. تخطى نوفل جلّال سنوات ثماني في منصب المدير العام ل"PEPSI Co" في الإمارات، زيادة على التموقع رئيسا للقطاع التجاري في مأكولات الشركة بدول مجلس التعاون الخليجي. المغاربة والوطن "المغاربة متسمون بطابع اجتماعي يمنحهم قابلية التأقلم بجلاء، ومع الكفاءة وإثبات الذات تمكنت من نيل احترام محيطي في جميع الفضاءات التي عشت بها خارج الوطن"، يكشف جلّال. ويعتبر نوفل أن عددا كبيرا من الأطر المغربية المشتغلة في بلدان الخليج، بالرغم من أن معظمها غير معروف لدى الجميع، يستحق التقدير والاحترام على ما بذلته في إعطاء صورة بديعة عن المغرب ضمن مجالات تخصصها المهني. ويزيد المهاجر عينه: "لا يمكنني إلا أن أكون شاكرا للظروف والحظ على ما حققته، وأعتقد أن اشتغالي بجد وحسن نية أتى ثمارا، ولا أخفي رضاي على ما حققته في مساري". هاجس العودة إلى المغرب لا يخفيه نوفل جلّال حين يواصل: "مع التقدم في العمر، ينمو الميل إلى تراب الوطن، وأطمح إلى المساهمة في تنمية بلدي أكثر مما أقوم به حاليا بكيفية غير مباشرة". المخاطرة المهنية مستجمع ما يقارب العقدين من الحياة خارج المملكة ينصح الشباب بعدم التردد في القيام ببعض المخاطرة مهنيا، وأن تكون لهم قابلية الانفتاح على تجارب جديدة، سواء في البلاد أو بعيدا عنها. ويفسر جلّال: "الإقبال على التطوير ينبغي أن يواكب بالعمل الجاد، وإن كان نزر من الحظ ضروريا، من أجل التعبير عن المتوفِّر من الكفاءة المهنية والأمانة الفكرية".