قال مصطفى سيسي لو، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سدياو-CEDEAO)، إن انضمام المملكة المغربية إلى هذه المجموعة الاقتصادية يتطلب فقط بعض الترتيبات التقنية والعملية، بعد الموافقة المبدئية من قبل رؤساء الدول الخمس عشرة المكونة للمجموعة. وكان المغرب قد تقدم بطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تعتبر من التجمعات الإقليمية الناجحة في القارة السمراء، والتي تضم 15 دولة أبدت جلها موافقة مبدئية على الطلب. وفي كلمة ألقاها الجمعة بمدينة الداخلة في إطار أشغال منتدى "كرانس منتانا"، أشاد رئيس برلمان "سدياو" برغبة المغرب في الانضمام إلى المجموعة، مؤكداً أن الهدف الرئيسي للمجموعة يتمثل في تعزيز التعاون والاندماج بهدف خلق اتحاد اقتصادي لدعم النمو الاقتصادي وتنمية غرب إفريقيا. وقال مصطفى سيسي لو إن "مدينة الداخلة أصبحت بإرادة والتزام الملك محمد السادس مركزاً دولياً للتفكير حول الإدماج والتعاون جنوب جنوب"، مشيداً ب "الالتزام الشخصي واليومي للملك من أجل إعطاء المملكة المغربية مكانتها المستحقة على المستوى الدولي". وأضاف أن "تعزيز السلم والاستقرار والأمن، وتقوية اقتصادات المجموعة، وتطوير البنيات التحتية والفلاحة وحماية البيئة، وكذا النهوض بالتنمية البشرية، تعد من البرامج ذات الأولوية لدول سدياو"، لكنه أشار إلى وجود عدد من الإشكالات في مسار الاندماج الإقليمي. وتحدث المسؤول ذاته عن عدم الاستقرار السياسي، وسوء الحكامة الذي طبع تاريخ بلدان عدة بهذه المنطقة، إضافة إلى ضعف تنويع الاقتصادات الوطنية، وانعدام البنيات التحتية الطرقية ذات المستوى العالي، وعدم انخراط المجتمع المدني والقطاع الخاص في عملية الاندماج. وأشار سيسي لو إلى أن النتائج التي حققها التجمع الاقتصادي، الذي يضم أكثر من 320 مليون نسمة، تبقى دون التطلعات، لكنه أبدى تفاؤله بوجود مؤشرات واعدة تفتح الطريق نحو بلوغ الأهداف المرجوة، من قبيل اعتماد استراتيجية لتسريع عملية اندماج "سدياو" وتحقيق تناغم في برامج المجموعة والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، وتحرير الأسواق الوطنية والتجارة الخارجية. واعتبر رئيس برلمان "سدياو" أن منتدى "كرانس مونتانا" بات "يُمثل فضاءً للحوار والاتصال المباشر بين المسؤولين السياسيين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين"، مبرزا أن المنتدى سيساهم في تطوير التعاون جنوب-جنوب، وتحسين الحكامة وظروف عيش الساكنة، وكذا الوقوف على الدور المحوري للمغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويحضر في النسخة الرابعة من هذا المنتدى أزيد من ألف مشارك يمثلون أكثر من 100 دولة، إلى جانب ممثلين لأهم المنظمات الدولية والإقليمية. وقد عرفت الجلسة الافتتاحية حضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وعدد من الوزراء، إضافة إلى نائب رئيس دولة ميانمار، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي.