قال البشير الدخيل، أحد المؤسسين السابقين لجبهة البوليساريو، إن أعيان الأقاليم الجنوبية، من عائلات ورؤساء جماعات وبرلمانيين ومسؤولين، مستفيدون من استمرار نزاع الصحراء مع جبهة البوليساريو، بالنظر إلى الامتيازات التي يتوفرون عليها والريع الذي يحصلون عليه منذ تأسيس هذا الكيان الانفصالي في سبعينات القرن الماضي. وفي حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية يُنشر لاحقاً، أكد البشير الدخيل أن مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة الموجود في الدستور المغربي، الذي يشدد عليه الملك محمد السادس في جميع خطبه، "لم يصل بعدُ إلى الصحراء المغربية". ولفت الدخيل إلى أن خير مثال على الريع المتفشي في الأقاليم الصحراوية هو ما نشرته هسبريس قبل أيام حول وجود "جماعات ترابية وهمية تستنزف ملايين الصحراء بدون جدوى" نواحي مدينة بوجدور. وأضاف: "الأقاليم الجنوبية تُعاني من مشاكل كثيرة تتعلق بالتسيير بسبب سيطرة تامة لهؤلاء الأعيان على القرارات، بدون وجود مقاربة تشاركية تُقحم الساكنة في اقتراح حلول لقضايا تهم المنطقة". وأشار الدخيل إلى استمرار اغتناء عشرات الأعيان من رخص و"ػريمات" للنقل خارج القوانين الجاري بها العمل في باقي جهات المملكة، ودعا المسؤولين عن هذا الوضع إلى تغيير هذه العادات السيئة والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة من منطلق القناعة وليس بمنطق "ثقافة المقابل". وحول نزاع الصحراء، انتقد الدخيل عدم إشراك الساكنة الصحراوية في الدفاع عن القضايا التي تهم منطقتها، لكنه اعتبر إقحام المغرب لأول مرة رئيس جهة العيون ورئيس جهة الداخلية في اللقاء الأخير مع المبعوث الأممي، هورست كولر، "خطوة إيجابية لاستدراك ما فات من هفوات دبلوماسية جرت على البلاد الكثير من الخيبات". وتطرق القيادي السابق بالبوليساريو في حواره مع هسبريس إلى الحرب الجديدة التي تخوضها جبهة البوليساريو بالوكالة لضرب شرعية المغرب في صحرائه، بعدما فشلت في حربها السياسية والحقوقية على المستوى الأممي. وكشف أيضاً كيف يحكم جنرالات الجزائر قبضتهم على قيادة جبهة البوليساريو من خلال تلقي تعليمات يومية في إحدى مناطق تندوف، وأكد أن "الجزائر لا تريد استقلال الصحراء انطلاقاً من القولة الشهيرة للرئيس هواري بومدين: سنجعل من قضية الصحراء حجرة في صباط (حذاء) المغاربة".