في ثاني جلسات محاكمة مدير نشر جريدة "أخبار اليوم"، توفيق بوعشرين، أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الخميس، طفى على السطح صراع بين أجنحة الحركة النسائية. وبدا من خلال تسجيل النيابات في هذا الملف، سواء لمؤازرة المشتكيات والضحايا أو للدفاع عن المتهم، صراع الحركة النسائية من خلال "الإنزال" الكبير لعدد من المحاميات. وتبين أنه بعدما تم تسجيل نيابات عن المشتكيات والضحايا في الجلسة السابقة، غالبيتهن عن حزب الاتحاد الاشتراكي، جرى اليوم إنزال كبير من طرف محاميات قررن الترافع لصالح توفيق بوعشرين. وسجلت محاميات عدة نيابتهن على الصحافي توفيق بوعشرين، على رأسهن إلهام بلفلاح من هيئة المحامين بالقنيطرة، وسميرة الدريوش، وليلى بلفلاح، ومرية أقبلي، وزينب الزايدي، ونوال تيغدوين، وسناء بقالي، فيما سجلت عائشة الخماس، من حزب الاتحاد الاشتراكي، نيابتها عن المطالبات بالحق المدني. مصدر من داخل هيئة الدفاع عن المطالبات بالحق المدني أكد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تسجيل محاميات نيابتهن عن المتهم بوعشرين يأتي بعدما تبين وجود نساء يدافعن عن الضحايا والمشتكيات. وقال المصدر نفسه، بعد تأكيده على حق هؤلاء المحاميات في الدفاع عن أي طرف كان، إن "التيار المدافع عن المعتقل بوعشرين يريد أن يبرهن على أن المتهم تدافع عنه أيضا النساء، بعدما روج لوجود نقباء في صفه وبأنه مساند من المحامين الذكور فقط". من جهتها، إلهام بلفلاح عن هيئة القنيطرة، نفت، في حديث لهسبريس، أن يكون تسجيلها وأخريات نيابتهن عن توفيق بوعشرين نابع عن اصطفاف ضد تيار آخر، مؤكدة أن المحاميات يقمن بدورهن وواجباتهن. وقالت المحامية نفسها: "الرجل لم يكن عدوا للمرأة، نحن لا نرى أنه غِيرْ يْطيحْ الرجل يصير عدوا لنا"، مضيفة أنها "متأكدة من كون الملف فيه غموض وتحوم حوله ملابسات، والمتهم بربيء حتى تثبت إدانته". وشددت في هذا السياق على عدم "استغلال النساء لأهداف سياسية وقْتْما بْغاوْ، ونحن مع ظهور الحقيقة". وخلال تسجيل نيابات المحامين، أكد القاضي أن النقيب عبد الرحيم الجامعي لم يسجل نيابته في هذا الملف، سواء لصالح توفيق بوعشرين أو لصالح المشتكيات، فيما سجل عبد العزيز النويضي عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" نيابته كملاحظ. وجرى تأجيل الجلسة الثانية إلى غاية ال29 من الشهر الجاري، وقررت المحكمة استدعاء المشتكيات والمصرحات اللواتي تغيبن عن جلسة اليوم، وتم توجيه استدعاءات لهن. وشهدت الجلسة مشادات بين هيئة الدفاع من الطرفين مع القاضي الذي انتفض قائلا: "يحز في النفس أن الدفاع يمنع المحكمة من تسيير الجلسة، وهناك عرقلة واضحة لعملها".