يوم 19 يونيو 2017، حملت السيدة الصالحة يوسف زوجها المريض إلى المستشفى الإقليمي ببني ملال، ليطلب منها الطبيب المسمى (ص. ك) أنْ تنقله إلى مصحة النور الخاصة ببني ملال، قصْد إجراء عملية جراحية له هناك مقابل 7000 درهم، لكنّ الرجل غادر المصحة وهو جثة هامدة. وبحسب المعطيات التي تضمنتها شكايةٌ وجهتها إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف ببني ملال، فإنها الزوجة فوجئت بصاحب المصحة وقد نقلَ زوجها المتوفى عبر سيارة إسعاف إلى محل سكناه دون سلْك المساطر القانونية، ودون أن يقدم لأسرته أي وثيقة عن ذلك أو شهادة التصريح بالتشريح. وقالت الزوجة، وفق ما جاء في الوثيقة ذاتها، إنَّ الأشخاص الذين نقلوا زوجها عبر سيارة إسعاف إلى محلِّ سكنه في دوار أولاد زمام، طلبوا من أفراد الأسرة ألا يُعلنوا وفاته إلا بعد مرور أربع ساعات، من أجل الإيهام بأنه توفي في بيْته وليس داخل المصحة، لكنها رفضتْ، بحضور رجال السلطة والدرك. إثر ذلك، تم نقل جثة المتوفى إلى مستودع الأموات في مستشفى القرب بسوق السبت حيث مكثتْ لمدة 17 يوما، وقِبلت الأسرة بدفن فقيدها بعد تدخل المركز المغربي لحقوق الإنسان، بعد اجتماع مسؤوليه بالوكيل العام ووعدهم بتسريع إجراءات التحقيق، وبأنَّ المسطرة ستأخذ طريقها، لكن ذلك لم يتحقق. حسن الشهلاوي، عضو المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان، قال في تصريح لهسبريس إنّ اللقاء الذي جمعهم بالوكيل العام للملك، "أسفر عن تأكيد هذا الأخير أن يشرف شخصيا على القضية، لكننا إلى حد الآن لم نرَ أيّ نتيجة"، مضيفا: "أسرة الضحية ستعتقد أننا غدرنا بها إذا لم تأخذ الأمور مجراها الطبيعي". من جهتها، قالت ابنة المتوفى في تصريح لهسبريس إنَّ والدها كان يعاني فقط من مشكل على مستوى المسالك البولية، مُشيرة إلى أنّه أدخل إلى مصحة النور على الساعة العاشرة صباحا، ولمْ تُجْر له العملية إلا على الساعة الحادية عشرة ليلا، وحين عاد أفراد عائلته في الصباح قيل لهم إنه يرقد في غرفة الإنعاش. وبحسب رواية المتحدثة ذاتها، المعززة بمجموعة من الوثائق والصور، فإنّ مسؤولي المصحة قاموا بنقل المتوفى عبر سيارة إسعاف إلى محلّ سكناه، وليس عبر سيارة نقل الموتى، وزوّدوه بأنبوب "الصيروم" رغم أنه كان متوفيا. رواية العائلة ينفيها الطبيب الذي أشرف على إجراء العملية؛ إذ قال في اتصال بهسبريس إنّه أجرى العملية الجراحية للهالك وكللت بالنجاح، وعزا سبب وفاته إلى "أزمة قلبية مفاجئة"، وأضاف أن "الخطأ اللي وْقع هو أنه ما كانش معاه حتى واحد من العائلة ديالو ملي جاتو الأزمة القلبية". وجوابا على سؤال حول سبب نقل الهالك على متن سيارة إسعاف إلى بيته وليس عبر سيارة نقل الموتى، قال المتحدث: "إذا كان المتوفى يقطن في المدينة نفسها فيمكن نقله عبر سيارة إسعاف، بينما تُستعمل سيارات نقل الموتى في حال التنقل من مدينة إلى أخرى، ونحن تكلفنا بنقله عبر سيارة إسعاف لأن زوجته لا تتوفر على المال". الطبيب ذاته أعاد الاتصال بهسبريس بعد خمس دقائق من اتصالنا به، ليستدرك، بعد أن استفسر حول ما إنْ كان الخبر سيُنشر، بأن هناك "مساعيَ صُلْح" بين مصحة النور ببني ملال وبين أسرة الهالك، قائلا: "القضية في المحكمة وقريبا سيتم البتّ فيها، وهناك مساعي صُلح بيننا وبينهم". "مساعي الصلح" التي تحدث عنها الطبيب تعود إلى ما قبل سبعة شهور من الآن، بحسب ابنة الهالك التي أكدت أنّ مسؤولي المصحة سالفة الذكر عرضوا على الأسرة تعويضا ماليا مقابل تنازلها عن الشكاية، "ولكنْ ما شفنا والو"، تقول المتحدثة. وتطالب الأسرة الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف ببني ملال بتسريع التحقيق في وفاة ربِّها، من أجل إنصافها، خاصة في ظل الوضعية المتأزمة التي تعيشها على المستوى الاجتماعي والنفسي، حيث فقدتْ مُعيلها فيما ترقد أرملته في المستشفى ببني ملال منذ أيام بعد أن تدهورتْ حالتها النفسية.